“بناطيل أرامكو”

قرابة 1200 من موظفي شركة أرامكو يعيشون هذه الأيام مرحلة “البنطلة”، أصدرت الشركة العملاقة قراراً يجبر موظفي الأمن على ارتداء “البنطلون”، أحد المجبرين على حشر جسده في “البنطلون” أرسل إليّ يشكو حاله وحال زملائه، جريدة اليوم تناولت الموضوع وتفاعلاته في خبر صغير.
فجأة تذكرت إدارة الأمن في شركة أرامكو العملاقة أنه يجب على موظفي الأمن الإداريين في مكاتبهم لبس “البنطلون”، بعضهم تكيف منذ سنين طويلة مع الثوب، والسن له أحكام مثلما “للكبسة” أحكام، والثياب  لها حسنات لا تعد ولا تحصى، فهي الساتر الأمين للكروش والصلعات، وغيرها من الملحقات، وعلى ذمة المرسل حفلت محال بيع الملابس “البناطيلية” برواج كبير، وإذا كان لدى شركة أرامكو خطة لتخسيس أوزان موظفيها، وخرجت بهذا الفرمان المفاجئ، فأعتقد أنها مخطئة، أما إذا كانت تريد توحيد لباس رجال جهاز الأمن الميدانيين منهم والمكتبيين، فأعتقد أنه لا بد من مراعاة أحوالهم خصوصاً أن بعض المقاسات غير متوافرة، إضافة إلى الانقلاب الذي سيصيب المزاج، ما يؤثر سلباً في الإنتاج، و أرامكو كما تقول الأخبار مهتمة بالإنتاجية!
لماذا لن تفيد “البنطلة” في تخسيس الوزن؟
 دعوني أرو لكم هذه الطرفة الحقيقية، ربما تعيد “أرامكو” النظر في قرارها، علماً بأن رئيسها يخرج في وسائل الإعلام مرتدياً الثوب والغترة.
تقول الطرفة إن طفلاً عمره ست سنوات  تمنى أمام والدته أن يكون له “كرش”!
 سألته أمه: لماذا؟
أجاب الطفل: لأضع تحته الحزام.
عادت وسألته: لماذا؟
فقال: “حتى أصبح مثل الشرطي!”
وهكذا ترون أن “البناطيل” تخرج الكروش إلى الخارج وتجعلها تتدلى من فوق الأحزمة، فيصبح أصحابها قدوة للصغار، ومعلوم الأخطار الصحية للكروش والشحوم على الكبار والصغار. كما أنه يكشف “الصلعات” والشعر غير المصفف بما فيه من “شيبات”، فيسبب كثيراً من الاحراجات، “أرامكو” وموظفوها في غنى عنها.
وكنت قد كتبت قبل مدة مقالاً، أشرت فيه إلى ضعف حضور شركة كبرى مثل “أرامكو” في مجتمعها، ولا أقصد بذلك مجتمع موظفيها بل مجتمعها الكبير، المجتمع السعودي، ولا أعتقد أن مثل هذا القرار محاولة لتأكيد مثل هذا الحضور الداخلي، لأن الصورة عن “أرامكو” تقديرها للإنتاجية، وليس لها علاقة بمثل هذا النوع من القرارات، كما أن على “أرامكو” واجباً تجاه الزي الوطني، خصوصاً في المواقع التي لا يتطلب فيها العمل ارتداء أزياء أخرى.
وإذا كان انطباعي عن الشركة خاطئاً فليس أمامي إلا استنتاج أن القرار ناتج من رغبة “أرامكو” لعمل شيء في الداخل، وهكذا يصبح لدينا مسابقة عتيدة لرسم الأطفال للأطفال و”بناطيل” للكبار.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.