حلقات مفقودة في التوطين

لا يعقل ما نطالعه على وسائل التواصل، حول وجود شبان وشابات في اختصاصات مهمة ومطلوبة ولا يجدون عملاً، وحين بحثهم يواجهون بالعبارة المكرورة «انتظر اتصالاً منا»، وهو اتصال لن يأت.
اختصاصات من الطب إلى الهندسة والمالية والتقنية، فإما أن هذه المعلومات غير صحيحة وربما مبالغ فيها أو أن هناك مشكلة عميقة لم تستطع الجهات المعنية، وبخاصة وزارة العمل، وضع اليد عليها، وأقترح على وزارة العمل، مع توسع التحول التقني، أن تقوم بحصر لهذه الشريحة من مختلف الاختصاصات لفحص مسار محاولاتهم، أين قدموا؟ ولماذا رفضت طلباتهم للتوظيف؟ أما ترك المسألة للعرض والطلب كما يحلو القول فلن تحقق نتائج مرضية، فليس سراً أن سوق العمل لا تخضع للعرض والطلب.. فقط، بل هي ممسوكة في كثير من مفاصلها.
ترك القضية من وزارة العمل يضر ضرراً بالغاً بمساعيها للتوطين وبصورة جديتها، ويؤكد أنها تسعى للأعداد أكثر من النوعية وفي المفترض أن تعمل عليهما جنباً إلى جنب.
وإذا كانت الخبرة عائق في هذه الاختصاصات للحصول على وظيفة يمكن للوزارة أن تطلق برنامجاً لحصد الخبرة بالتوظيف جنباً إلى جنب مع من لديه الخبرة في المنشأة.
وزير الاقتصاد والتخطيط قال ما معناه أنه ليس مع التوطين 100 في المئة، وهذا لا خلاف عليه، بل هو في واقع الأمر غير ممكن، لكنه لم يقل لنا رأيه في سياسات وبرامج التوطين في وزارة العمل والمفترض في التخطيط أن يسبق التطبيق، فهل لدى «التخطيط» معلومات عن سبب فشل تلك الشريحة من الشباب في عدم العثور على عمل.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.