توصيل الإنترنت السريع

من ميزات الإنترنت، خصوصاً البريد الإلكتروني، انه يخبرك بصورة غير مباشرة عن المستجدّين في هذه الخدمات، تعرف ذلك من إعادة إرسال صور أو مقاطع أو قضايا تقادم عليها الدهر وقتلت نقلاً وإرسالاً وشجباً او تأييداً.
الحقيقة أنني في حيرة، هل استفدنا من الإنترنت أم تضررنا؟ المؤكد أنه أصابنا تشويش واعترى النظر قصر، وأصبح بعض منا عبارة عن محول توزيع مثيل للسنترال القديم. ولست اعلم هل اغبط بعض أصحاب المنتديات الذين يتراسلون أي شيء مثلما حدث ويحدث في الهاتف الجوال؟ الغبطة على وقت ثمين، إضافة إلى استغراب من قدرة على قراءة كل تلك الرسائل التي عَبَرتْ من أجهزتهم. تخيل لو وظف جمع منهم كباحثين جادين، والبحث غير النقل، إذ يحتاج إلى التأني والتمحيص وقراءة تتدبر لتنتقي، المعنى أن هناك هدفاً واضح المعالم للبحث، أما النقل فأمره بسيط، إنه لا يكلف سوى حركة أو اثنتين، كأنها حركات الشفة، النقل وحكاية «منقول»، أو «من ذمتي إلى ذمتك»، «لا تتركها تتوقف عندك»! الخ… التي تطرز بها بعض رسائل البريد الإلكتروني، تشير في ما تشير إلى بحث عن الكثرة والانتشار من دون اتضاح هدف مفيد، وقد تحدث ضرراً في نشر أمور سيئة من أرسلها بحسن نية يرغب ويحث على استنكارها ورفضها!
أعلم أن البعض يحب مشاركة طرفة أو حدث مع آخرين يكن لهم مشاعر طيبة، أو آخرين يتمنى انضمامهم الى منتدى، لكن النتيجة السلبية هنا لا تبررها النيات الحسنة. وفي رسائل الإنترنت كثير من حوار الطرشان، من إعلانات المواقع والشركات إلى الباحثين عن المال السهل والمنتديات والمجموعات، والكل يبحث عن الكثرة، قليل يبحث عن الفاعلية والمحصلة النهائية، حتى لو أخذنا هذا من جانب التسلية فهو تحول إلى أكوام من غبار الإنترنت، ووسطه قد تفقد شيئاً له قيمة.
الواقع يقول إننا بحاجة إلى ترشيد استخدام الإنترنت والبحث عن الإنتاجية لمستخدميها، وأيضاً الحذر من التحول إلى وسيلة نقل لا علاقة لها بالمنقول، اسأل نفسك قبل التراسل وبعده ما الفائدة؟
قد يكون في طيات إرسال أكوام الرسائل وتشابهها، بعض الفراغ، وبعض آخر من محاولة التعبير التي ضلّت طريقها، كأن سهولة الإنترنت أشبه بجراحة استأصلت عقداً في اللسان، ولأن المخزون كبير انطلق منهمراً في كل اتجاه ومن دون حساب للطاقة المهدرة.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

4 تعليقات على توصيل الإنترنت السريع

  1. somone كتب:

    جزاك الله خيرا اخي الكريم عبد العزيز السويد…
    رائع كالعادة

  2. […] قرأت فأعجبني فأحببت أن أشارككم الفائدة..[…]

  3. هل استفدنا من الإنترنت أم تضررنا؟

    أجبتم على هذا السؤال من زاوية واحده
    أعجبني ما كتبتم فكل ما ذكرتم واقع حاصل ,,
    ولكن تمنيت لو أنكم لم تركزوا على الجانب السلبي من استخدامنا ( نحن االعرب ) للإنترنت ,, فماذا لو كان لهذه المقاله جزء ثاني يجيب على السؤال مرة أخرى ولكن بمنظور مختلف ( إيجابي نوعاً ما ) وأظنه سيكون أروع مقال أقرأه كما أنه سيغير من طريقتنا في الحكم على الأشياء ,, فبدلاً من التركيز على السلبيات ,, نركز على الإيجابيات وندعمها بالأمثله ( وهي كثيره ) وبالتالي نساهم في تنمية هذا الجانب بطريقة أو بأخرى,,

    والشكر يقدم لكم ,,

    تحياتي

التعليقات مغلقة.