«كيكة أرامكو»

رددت بيني وبين نفسي «الله يكرم النعمة» وأنا أطالع خبراً مصوراً في صحيفة «الشرق» عن كيكة دائرية بمحيط 9 أمتار يعلوها مجسم – كيكي أيضاً – لبرج مركز الملك عبدالعزيز الثقافي «هكذا جاء في الخبر»، تم تقطيعها احتفالاً بانتهاء برنامج «إثراء المعرفة» التابع لأرامكو.  
الصورة كانت ضخمة مثل الكيكة، ويبدو أننا لا نستطيع الاحتفال لا بالتدشين ولا بالاختتام إلا بأرتال من المأكولات، يستوي في هذا أفراد وشركات يظن أنها مختلفة، وفي هذا  منظر مؤذٍ، فما علاقته بإثراء المعرفة؟ وهل يتناقض معه وينسفه نسفاً!؟ والصورة مع أيدٍ متلهفة للقطع بالسكاكين دفعتني لترك موضوع آخر والكتابة عنها وما توحي به، أحياناً تكفي صورة للتغلغل في مضمون فعاليات ومعرفة حقيقة الأثر من المنبع، تجعله فارغاً.
أعترف أنني لا أفهم حتى الآن كيف يقوم البعض بصنع أو شراء كيكة ووضع صورة عليها لحبيب أو محبوب أو شعار لوطن أو حتى نادٍ رياضي ثم يقطعونها بالسكاكين ويلتهمونها مثل آكلي لحوم الشعارات! محبة هذه أم نهم؟ المعنوي ضاع في المادي، حاولت فهم ذلك ولم أستطع.
مسألة ضخامة الحجم وكثرة «التقليط» ليست سوى تسويق التجاري استطاع تغييب الأفهام، التجاري يخترع وفي الغالب يستنسخ أفكاراً من هنا أو هناك، لكن هدفه الأساس هو التسويق، فيتجاوب معه الناس بالسكاكين.
الأكبر والأعرض والأطول لغرض الإبهار واحتلال حيّز من مساحة الثرثرة ومزيد من لفت الأنظار، كان الأولى بالقائمين على فعاليات باسم «إثراء المعرفة» ألا يقعوا في هذا المطب، لحماية «قيمة» البرنامج، حتى ولو قالوا إنه هدية. إثراء المعرفة في ختامه تلطخ بكيكة بعرض تسعة أمتار! أكلت أو لم تؤكل فهذا ليس سوى جزء من المشكلة، وانظر لجمال حفلة بسيطة معتبرة بعد إثراء المعرفة تثري السلوك وتهذب العادات فلا يلهث وراء السائد ركضاً.

 

 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على «كيكة أرامكو»

  1. يسعد الله صباحك اخي عبدالعزيز .. والله كلمات راقية جدا ما تفضلت به
    للاسف اصبحت القيمة والود والاحترام بين الناس يمر عبر( البطن) فتقدير الاخر واحترامه اصبح اشباع البطن والعين
    فان شاهد مثل هذه المناظر تمتليء عينه وتعبأ بطنه
    اي سلوكية هذه .. انها اصبحت ثقافة مجتمعية بدونها .. لا تقارب بين الاقارب ولا بين الاصدقاء الا بها
    والطامة في حالة حضور مثل هذه التصرفات .. عند مخاطبة العقل
    تناقض فاضح واساليب فقيرة للقيم الانسانية
    وبعيدة كل البعد عن الحضارة والمدنية
    العالم يسير نحو الاجمل .. ونحن نرجع الى الخلف !!!!

  2. محمد الخميس كتب:

    عندما يتعلق الأمر بحفل شاي مع ما يواكبه من معجنات فالأمر مرحب به لدى المسئولين الكبار ويتم اقتطاع قيمته من بند مخصص لذلك ولكن عندما يتعلق الأمر بدعم مشروع ابتكاري فلن يستجيب لك احد

    قيمة الكيكة قد تدعم أكثر من مشروع ابتكاري ليصل الى السوق ولا نعترض على الكيك ولكن نطالب بالمساواة

    لو أن قيمة الكيكة اشتري بها مجموعة كتب ووزعت على المدارس لكان الأولى في مثل هذه المناسبة

    كيف تصبح مليونيرا في الدول المتقدمة لا تحتاج الا أن تؤلف كتابا جيدا حيث ستشتري منك الجامعات والمدارس العامة والخاصة وذلك لاثراء مكتباتها وذلك بدعم سنوي من الحكومة الفدرالية وعلى الأخص في أمريكا ولكن قصص الكتاب لدينا محزنة حيث أن أحدهم أحرق كتبه لعدم وجود سوق لها ولو أنه صنع كيكة لقطعتها سكاكين أرامكو وملئت بها بطون أهل المعرفة والتي لديها الكثير من المطابخ ولا أعتقد أنه توجد لديها مكتبة واحدة وتقيم منتديات المعرفة

  3. عبدالعزيز الهزاني كتب:

    الخبر.. ……
    عن الكيكه ام 9 أمتار… الأثارة …بكيكه 9 أمتار؟ ………….. وشذا الفرن الى دخلت فيه…!
    ومن …من أرامكو…. والفعالية أثراء المعرفة…؟
    قد يكون المتصرف موظفا واحد…؟ وقد نقول واحد ..نقطة فى بحر..؟ لكن لهذه الكيكيه ميزانية ومبلغ محترم وترتيب لوجستي
    من الصانع الى النقل الى ترتيبات الدخول للقاعة..الخ ؟
    ولكن مجموعة من الموظفين العاملين فى ارامكو..؟
    فمنهم من أقترح… والى وافق ….والى نقل …الخ…؟
    أثراء للمعرفة…..لل…..العاملين فى أرامكو…..
    وسلم لي على الطحين…
    وفعلا قضينا على ” الفقرمدقع ” ..
    تحياتي….

التعليقات مغلقة.