السفارة والخفارة

لم يصدر عن السفارة السعودية في كندا أي تفاعل مع قضية المرأة التي أوهمت المتجمهرين حولها بأنها سعودية، ثم نزعت غطاء الوجه والعباءة في كندا، وتحدثت بكلام مسيء إلى الإسلام والسعودية. وبعد ذلك قامت بتدنيس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، والراية السعودية أمام الجميع!
بحثت عن بيان أو إجراء اتخذته السفارة، فلم أجد لا في موقعها ولا في حسابها على «تويتر»! والمنتظر أن تسارع السفارة السعودية في أوتاوا إلى رفع قضية ضد هذه المرأة في المحاكم الكندية، وأن تحرص على أن تكون هذه القضية من أولوياتها.
هل تحتاج السفارة إلى تذكير بهذا، حقيقة لا أعلم سبب عدم تفاعلها مع قضية اشتهرت بسببها تلك المرأة، ولا أشك في أنها «مستخدمة» لغرض محدد، استغلالاً لمعرفتها بالسعودية خلال استقرارها فيها – كما نُشر عنها -، فهي ممن ينطبق عليه المثل «مجير أم عامر»، ومن المهم معرفة محيط هذه المرأة والبيئة التي أنتجت هذا الحقد والحرص على التشويه المغرض، فقد يكون لها أو لمن يحتضنها ويؤازرها في ما فعلت وما ستفعل مستقبلاً مصالح قائمة في السعودية ونحن لا ندري.
في جانب آخر له صلة بهذا، ومن باب «اعرف عدوك واستفد منه كلما أمكن ذلك»، ومع أن حكومة الملالي في طهران تحتل العراق وتمتص موارده وتقترف فيه وضد شعبه جرائم طائفية وإنسانية إلا أنها تلاحق العراقيين الشرفاء في أوروبا حينما يكتبون في وسائل التواصل أو في مواقع وصحف ضد هجمتها الشرسة على العراق والعالم العربي، وتُفصّل ضدهم التهم بالتحريض ضد نظامها، ترفع طهران قضايا في المحاكم البريطانية ضدهم، ولا تتوانى عن ملاحقة ذلك بإصرار.
ما زالت سفاراتنا في غالبها دون مستوى العمل المطلوب، على رغم أن المملكة حاضرة في واجهة الحدث إقليمياً ودولياً، والحملات ضدها تشتد وتتنوع، مستخدمة كل الأدوات الممكنة، وما فعلته تلك المرأة لا يمكن أن يكون تصرفاً فردياً.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.