أحياناً… “فزعة مواطن”

قبل عامين قدّم أحد المواطنين اقتراحاً لوزارة العمل، وذكر في رسالته أنه قام بدراسة الفكرة لمدة سنتين، ثم قدّمها للوزارة، بهدف القضاء على البطالة بأسلوب يصفه بالعلمي المدروس. أتوقف هنا للتعليق، فأنا مندهش من مواطن يذهب إلى وزارة ليقدم اقتراحاً! المواطن في العادة يؤجل ذهابه لكثير من الأجهزة الحكومية، ولو كانت له حاجة ماسّة. لكن ما الذي حصل لصاحبنا؟ أول الأمر اهتمت الوزارة بالاقتراح، وطُلب الرجل للنقاش، ثم أحيل الاقتراح إلى وكالة التخطيط. وكان الرد: “الفكرة ممتازة، لكنها جديدة ولا نستطيع تطبيقها!”، “اذهب إلى الموارد البشرية، أو اطرحها في الصحف لنرى ردود الفعل عليها”!
للمرة الأولى أعلم أن للصحف، هذه القيمة، مصدر الأفكار للأجهزة الحكومية! الذي أعلمه هو القول الشائع: “كلام جرايد”. والمشكلة إذا كانت الفكرة قديمة قيل: “قديمة دوّر غيرها”. وإذا كانت غير ذلك قيل: “جديدة لا نستطيع”. والموقّع أدناه لم يقرأ الدراسة، بل خطوطاً عامة عنها أرسلها صاحبها، لكنّ مواطناً “يفزع” لجهة حكومية كأنه يقول: “تراني شايل الهم معكم”، فيتم تحويله إلى مُراجِع، وربما يحتاج إلى معرفة في صحيفة لينشر فكرته. أين هي جهات التخطيط والدراسات؟ أم أنها لا تقبل “فزعات”، ومن مواطن؟ أقل القليل أن تُدرس، وما دام قيل لصاحبها إنها فكرة ممتازة… فلماذا لا يستثمر شخصياً لتطبيق نموذج لها، أو “يُطَيّب خاطره”، ويقال له مشكور، لو استشرتَني من البدء لنصحتك… قل لهم إنك من البنك الدولي!
على فكرة صاحبنا ليس عاطلاً عن العمل!
حشرات تهاجم جدة
الدكتورة رقية المحمادي أستاذة علم الحشرات في كلية البنات بجدة توجّه نداءً لأمين مدينة جدة تقول فيه: “ابتليت جدة بهجوم كاسح من الحشرات التي تتناوب على سكانها ليلاً ونهاراً… ومعلوم أن من عوامل تكاثر وانتشار الحشرات هو توافر البيئة المناسبة للتوالد ووجود العائل. البيئة هي المخلفات والمستنقعات التي تضاهي بها مدينة جدة أكبر المدن في مستوى القذارة، أما العائل فهم السكان الموجودون قرب أماكن توالد هذه الحشرات. حتى لو وصلتهم مِنْ على بعد عشرات الكيلومترات، هذه الحشرات هي البعوض ليلاً والذباب نهاراً، وتشير الدكتورة إلى تردي عمل شركة النظافة الحالية، وتطالب الأمانة بالإسراع في توفير المصائد المناسبة”.
علم الحشرات علم ممتع، شرط ألاّ تراها سوى في المختبر، لا في المكتب أو المطبخ! حسناً هل تصدقون أن هناك مرضًى “بالجُذام” – عافانا الله وإياكم من كل شر – وعلى بعد “حَذْفَة عصا” من جدة. إنهم هناك في “الليث”، ومع موسم الأمطار تتحول منطقة الليث إلى حاضنة ضخمة، أو أكبر عائل “وعينك ما تشوف إلا الهباب”.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.