لدي إحساس إيماني أن الله جل وعلا يحب هذه الأرض وأهلها، فيصرف عنها الكثير من الشرور. ومن دلائل ذلك أن أموراً كثيرة نراها معوجة وتتباطأ آثارها السلبية، إلى درجة لا يصدق معها المرء نفسه، لذلك يقول أكثرهم “ماشية بالبركة”، وصفاً لحال قضايا وحاجات هنا وهناك. ومن دلائل ذلك إحساس اعتراني بأن ما حصل من تراجع أسعار بعض الأسهم إلى أقل من سعر الاكتتاب، واحدة منها لم تمض أسابيع على الاكتتاب بأسهمها، طار بها المؤسسون وهم يتفرجون الآن على الضحايا. لكن وسط ألم ومعاناة الكثيرين من سوق الأسهم أجد تصديقاً على أرض الواقع لما ناديت به كثيراً هنا… وهناك، في مقالات عدة، عن علاوات الإصدار والشركات “الكرتونية” المطروحة، وحتى يحذر الجميع في المستقبل، ويثقوا بأنفسهم – بعد الله تعالى – فيكونوا
هم من يحمي حقوقهم. لقد ثبت فعلاً أن “حبل الاكتتابات على طريقة سوق المال السعودية قصير جداً”، فللذي لا يحمد على مكروه سواه الحمد والمنَّة، وله الحمد على أن كشف لنا ألوان جلود بعض المحللين الذين ازدانت بهم الشاشات في أول العام واختفوا هذه الأيام، على رغم وجودهم داخل الأروقة!
كومبيوتر المطار
قام بعض عمال النظافة في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بسرقة 15 جهاز كومبيوتر من إدارة “الخطوط السعودية”. هذا خبر لطيف مر مرور الكرام، ولا تسألني أين أمن المطار و “الخطوط” ألخ…، المهم هو لماذا سرقت العمالة أجهزة الكومبيوتر؟ أجب من دون الاستعانة بصديق، هل هو تعاطف مع الركاب المنتظرين أم مع الركاب الحاجزين أم شعور بالمسؤولية الإنسانية تجاه الركاب المتأخرين؟! ليس أعجب من حال “الخطوط” سوى حال هذا المطار! هما وجهان لعملة واحدة.
فرصة للصحة
أجد في قصة الفتاة المرحومة الجوهرة الحارثي فرصة، على رغم أنها مؤلمة، لتستعيد وزارة الصحة ثقة المجتمع بها وبأجهزتها، من ناحية الأخطاء الطبية. والقصة التي نشرتها وتابعتها “الحياة”، تقول إن الجوهرة الم بها عارض صحي، فذهبت إلى مستشفى خاص، فقام الطبيب “الهمام” بحقنها بست إبر دفعة واحدة! اثنتان منها قوة كل واحدة منهما 500 ميلغرام، المدير الإداري للمستشفى لاذ بالصمت، وانزعج من أسئلة الصحيفة. أما رئيس المعهد الأكاديمي للأخطاء الطبية د. صالح الزهراني، فقد قال إن الفتاة توفيت نتيجة لخطأ طبي فادح، واستغرب سرعة استخراج أمر الدفن من المستشفى، مطالباً بتشريح الجثة.
من “الحياة” التي تقدر الحياة، أرسل نداء للإخوة في وزارة الصحة، وهم قد كالوا المديح للقطاع الطبي الخاص قبل أيام، أن يجعلوا هذه القضية مفصلية، فلا تختفي مثل قضايا ما زالت في الذاكرة، هذا إذا أرادوا استرجاع الثقة بالصحة وبجهازها، وردع الذين تمادوا في العبث بأرواحنا.