علاقات داخل المساجد 1 من 2

هل يجوز أن أشحن بطارية الهاتف الجوال من كهرباء المسجد؟ كان هذا سؤالاً على الهاتف موجهاً من المتصل لأحد المشايخ الكرام. الجواب بالطبع انه لا يجوز! أخمن أن أي شخص استفتى قلبه من دون سؤال لطلبة العلم والعلماء، سيقول له قلبه إن هذا لا يجوز، مثلها مد سلك الكهرباء خلسة من المسجد، ومثلها إساءة استعمال دورات المياه.
هذا المدخل اخترته للإشارة لعلاقة البعض بالمساجد، التي هي أصلاً وفصلاً لله تعالى، إذا كانت الحكومة تتحمل تكاليف الكهرباء والماء والنظافة بما فيها العمالة، فإن هذا لا يعني أن تصبح سبيلاً يعبر منها من يريد من دون حاجة ماسة، إلا أن سبب المقال هو ما يدور ويتردد كثيراً، ويرتفع صوته بعد رمضان المبارك، من شكل العلاقة التي تسود بين جماعة المسجد، أي مسجد، والإمام والمؤذن، وهو ما يشير إلى أن بعض القائمين على المساجد من مؤذنين في الغالب، تتحكم بهم وبتعاملاتهم مع الآخرين زوايا شخصية بعيداً عن حرمة بيت الله تعالى، وبعيداً عن تعاليم العقيدة، وأساس التعامل فيها مع كل ذي كبد رطبة فكيف بمصلين، المفترض أن تكون السماحة هي الأصل الغالب على تعاملات المسلمين في ما بينهم، يحدث هذا ونحن نطالب بالتعامل الحسن مع الآخر!
القصص عما يعتري هذه العلاقات من شوائب كثيرة، تحمست لكتابة مقال عنها أكثر لأن احد الإخوة الكرام في العيد اخبرني عن جار له كبير في السن كان من أوائل من سكن في الحي وقام ببناء المسجد، وهي صفة متوافرة لدى بعض الميسورين في السعودية، مهما كانت الكلفة في الجهد والمال، طلباً للأجر مع القرب من بيت الله، ثم تم تعيين مؤذن فيه.
لم يتجانس هذا المؤذن مع جماعة المسجد، من حيث الانضباط في الأوقات والتعامل مع أئمة تغيروا وكذا المصلين مع من فيهم من كبار السن أحدهم من بنى المسجد. اضطر الرجل المسن إلى الصلاة في مسجد آخر بعيد عن مسكنه، ترك المسجد الذي بناه لأنه يبحث في صلاته عن الطمأنينة والخشوع بدلاً من احتكاكات ومشاحنات وعناد قد تجرح الصلاة، يحدث مثل هذا مع أن من صفات المسلم توقير الكبير ورحمة الصغير، وفي مثل هذا الوقت من كل عام تتغير درجات الحرارة فيتحول جهاز التكييف إلى مصدر للأمراض ودرجة البرودة الصادرة عنه احد أسباب الخلافات، يضاف إلى هذا أسلوب التعامل مع مكبرات الصوت الذي كتب عنه الكثير من دون اثر يذكر، ولا تنس حرص البعض على البخور مع أن هناك من هو مصاب بأمراض الحساسية والربو من صغار وكبار، غداً بعون الله تعالى أكمل.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.