عن العمل الخيري

قصة حيزان التي علّقت عليها بالأمس، ليست الوحيدة التي تعبّر عن حالات إنسانية محتاجة، أمام ضعف أداء العمل الخيري المؤسساتي، واستمرار عمله بنمط قديم. ثم إن هناك أموراً حدثت زادت من صعوبة العمل الخيري في الخارج، لبعض الجمعيات والأفراد أيضاً. وقد طالبت منذ زمن بالاستفادة من الخبرات المتراكمة لدى الذين عملوا تطوعياً في الخارج بحيث تستثمر في الداخل.
خلال عملي متفرغاً للصحافة في فترة مضت كنا نواجه مشكلة عند عرض حالة إنسانية تتطلب تبرعات من المحسنين، كان هناك تجاوب في البذل لكن، أن تستقبل الصحيفة أو محرر الصحيفة مالاً نقداً، كان أمراً فيه إشكالات عدة، لأن اتهام الذمة سهل ونفيه بالغ الصعوبة، وفي شأن مثل هذا… التدقيق شبه مستحيل، في حين يبقى الانطباع السلبي غالباً في الأذهان حتى وإن لم يكن صحيحاً بالمرة، هذه حقيقة عايشتها. من هنا كان الحذر على الصحيفة والعاملين بها واجباً، وكان الحل الموقت أن يسلّم صاحب التبرع بيده تبرعه ويصوّر ويوثّق. هذا الحل يحمل بداخله معوقات، فليس كل متبرع على استعداد للحضور، وليس كل صاحب حاجة قادراً على الوصول.
تذكرت هذا بعد مطالعة مأساة أم نواف التي نشرتها «الحياة» في طبعاتها السعودية، وهي أم لخمسة أكبرهم فتاة في الثامنة عشرة تعمل في مستوصف براتب مقداره 1500 ريال، تبقى منها 500 ريال للمعيشة! وأصغرهم طفل في الرابعة من عمره. أم نواف مريضة مسجونة بسبب 350 ألف ريال ديوناً متراكمة، والأطفال محرومون من أمهم السجينة، والأسرة في وضع صعب.
سألت الزميل فيصل المخلفي الذي كتب القصة، هل اتصلت أي جمعية خيرية للنظر في حال أم نواف، فأجاب بالنفي، ولم أستغرب، الجمعيات الخيرية – في الغالب – لا تتفاعل مع ما ينشر.
احد دوافع الكتابة اتصال من صديق يحب عمل الخير، اقترح علي دعوة 350 فاعل خير للتبرع بألف ريال من كل واحد منهم. قلت الفكرة جميلة والتطبيق صعب، فمن الذي سيجمع المال؟ أرجو ألا يقال أرسلوه إلى جمعية خيرية لأنهم لا يتفاعلون والله أعلم بأحوالهم. ومع موجة البرد الشديد في الشمال العزيز والبحث عن سبل لمساعدة المحتاجين هناك، لا بد من البحث عن رؤى جديدة للعمل الخيري. أما الذين يرددون أن هناك تضخيماً وبحثاً عن الإثارة أو الشهرة متهمين بعض الأقلام بذلك فحسبنا الله عليهم.
السؤال موجّه إلى المسؤولين الكرام في وزارتي الداخلية، والشؤون الاجتماعية: كيف السبيل لفتح أبواب جديدة للعمل الخيري بعيداً عن الشبهات الأمنية والذمية وكذلك البيروقراطية، وبما يحقق التكافل الفعّال بين أفراد المجتمع؟

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على عن العمل الخيري

  1. صلاح السعدى محمود كتب:

    حياك الله وأسعد مسأكم/ أبو أحمد
    والله هذا كلام غاية فى الجمال ومحتاج بس شوى أهتمام من أدارة المعاشات و الجمعيات الخيرية خاصتآ ولله الحمد نتمتع فى بلادنا بالخير الكثير ونشكرالله على هذه النعمة وربنا يدومها كمان وكمان ويرزقنا ويغنينا وياكم يارب…
    وتفضلوا سعادتكم بقبول فائق الإحترام / صلاح السعدى

  2. عبدالهادي كتب:

    طول عمرها السعودية بلد الخير
    الامير/ بندر بن مشعل تبرع لها 300.000 وبيت
    واهل الخير جمعوا لها مايقرب المليون

    والحمدلله رب العالمين طول عمرها السعودية بلد الخير

  3. ديك الجن كتب:

    ابو احمد كثر الله امثالك فرحنا جدا بهذا الموقع فنحن بحاجة إلى مثل قلمك الشريف

التعليقات مغلقة.