خدر لذيذ

المديح «أحياناً» قد يضر بأداء الجهة الممدوحة، ما يؤثر سلباً في خدماتها، وخلال الفترة الماضية حظيت شركة أرامكو السعودية بالكثير من الإشادة والتنويه، بتجربتها الإدارية وكفاءة موظفيها العالية وأسلوب تخطيطها المستقبلي.

آخر من امتـــدح ذلك الموقّــِع أدناه في معرض التعليق على الاكتتـــاب الأخير، إذ اقترحتُ تخصيص كامل فتــرة الاكتتاب في شركة «بترورابغ» للمواطنين، فإذا لم تتم التغطية من المواطنين الأفراد حينها يتم طرح ما تبقى للصناديق والمحافظ الاستثمارية. بالطبع، لم أنتظر تعليقاً من «أرامكو» ولا حتى هيئة سوق المال، ولك أن تنظر إلى ما حصل عليه المواطن الفرد الذي اكتتب، 41 سهماً لا غير، مصدقاً لمقالي «فتات الاكتتابات» للمواطن، و «حضانة» للصناديق الاستثمارية.

ما يدفعنـــي للحديــــث عن الآثـــار السلبية للمديح والإشادة شيء أهم، وهو نقص الكيروسين في مناطق مختلفة من السعودية، وتعذّر الحصول عليه من جانب بعض المواطنين وسط درجات «برودة» تحت الصفر والصقيع. وكنت أتوقع أن إدارة أرامكو «ذات جودة عالية»، اتضح أنها أحياناً لا تختلف عن جهات أخرى، فبعد كيل المديح استسلمت لخدر لذيذ، ثم ألقت في تصريح لأحد مسؤوليها اللوم على محطات ومتعهدين وكأن لا دور لها في إدارة هؤلاء والإشراف عليهم، ومنع نشوء سوق سوداء لسلعة بالغة الضرورة، وأنقل للإخوة المعنيين بالكيروسين في شركة أرامكو العزيزة أسئلة من مواطنين عن مدى ارتياحها لطريقة توزيع مادة التدفئة تلك على المتعهدين، وهل يقوم هؤلاء بواجبهم على أكمل وجه أم أن هناك من يستغل زيادة الطلب؟

ثم إن شركة ارامكو لديها من القدرات والإمكانات ما يمكِّنها من تقدير الحاجات المستقبلية، وهي على اطلاع بأوضاع تغيرات درجات الحرارة مستقبلياً، فهي تعمل في البر والبحر، وتبدلات الطقس تعني لأعمالها الكثير، فأين مسؤولوها من توقع زيادة الطلب وتوفير الكميات المطلوبة وزيادة المعروض منها قبل فترة مناسبة؟

من السهل رمي تهمة التقصير على متعهدين ومحطات، لكن هذا يستدعي سؤالاً عن دوركم في سد الثغرات، وبين أيديكم إمكانات ضخمة. والذي حصل مع الكيروسين في الشمال العزيز وحفر الباطن شبيه لما يحصل في الدقيق وكذلك في أعلاف الماشية، والردود هي نفسها بـ«الكربون».

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

رد واحد على خدر لذيذ

  1. صلاح السعدى محمود كتب:

    حياك الله.أستاذ /أبو أحمد
    يفترق الأنسان عن بقية الكائنات فى عدو أمور لاتهمنا كثيرآفى مقالنا هذا، إلا أن أحدهذه الفروق هوالذى نصبو إلى ابرازه من خلال هذه السطور إن الأنسان كائن حالم،أى أنه يحلم وهذا هو جوهر الفرق بينه وبين بقية كائنات هذا الوجود،كائن يحلم بمعنى أنه ذاتية تتصور المستقبل ولاتقف عند حدود الماضى والحاضر فكل منا يضع خطة لحياته بشكل أوبآخر سواء كانت هذه الخطة مفصلة واضحة أوكانت باهتة غامضة المعالم ضائعة الحدود وكل منا يضع تصورآشبيهآ بالسيناريو السينمائى لمقبل أيامه وذلك فى ساعة صفاء روحى من حاضر زمانه تمنحه الدوافع وتشحنه بإرادة الحياة للمقبل من الزمان أو المستقبل من الأيام،كل هذه الأمور هى أحلام تجترها العقول فى ساعات الصفاء معينآللذات على تخطى الحواجز وتجاوزالعقبات..
    وتفضلوابقبول فائق الإحترام / صلاح السعدى

التعليقات مغلقة.