لا للإحباط

أتوجّس خيفة من أن يؤثر رد فعل وزارة الصحة في نشاط وأداء الإخوة الكرام في جمعية حقوق الإنسان، في حين أنتظر أن يدفعهم ذلك، إلى عمل اشمل في ملاحقة ومتابعة كل الحقوق، الصحية وغيرها، وهل يتم تقديمها ممن أوكل إليهم ذلك. من الصعب على الإنسان وهو يقوم بدور حقوقي منطلقاً بحماسة لإنجاز أهداف عامة للمصلحة العامة ويجتهد ثم يفاجأ برد فعل مثلما فعلت وزارة الصحة في بيانها الشهير.
لا نريد أن يتسلل الإحباط إلى العاملين في جمعية حقوق الإنسان، ولا أن يصبحوا أكثر ديبلوماسية، لأن قصور الوعي بالحقوق لا يقتصر على أفراد بل يشمل جهات رسمية، خصوصاً إذا جاءت ملاحظات معلنة تضع الأصابع على الجروح من جهة رسمية أخرى لها صدقية عالية مثل الجمعية.
والحقيقة أنني خلال متابعة لجهود الجمعية وشقيقتها هيئة حقوق الإنسان، لمست ممانعة تجاه نشاطاتهما، إما بعدم الرد الشافي على ملاحظات وخطابات أو إهمالها، يضاف إلى ذلك ترغيب يأتي بين حين وآخر، على شكل نصائح تنبه العاملين من التشعب في النشاط الحقوقي، تضع هذه النصائح حدوداً للعمل، عملاً بالحكمة القائلة «مالكم ووجع الرأس» وشقيقتها التي تقول «وهل ستصلحون الكون» وبنت عمها الشهيرة «الشق أكبر من الرقعة»!
ولو عدنا إلى تقرير جمعية حقوق الإنسان الأول الشامل الذي صدر العام الماضي وردود الفعل من بعض جهات رسمية تجاهه لعلمنا ان الطريق طويل وشاق، خصوصاً ان الجمعية ومعها الهيئة لا تملكان سوى المخاطبات، لكن ما يجب عدم نسيانه أن الإعلام في المتناول وهو مؤثر، وفي نموذج رد فعل وزارة الصحة الأخير خير دليل، واستخدامه ضروري، بل أراه واجباً، ليعلم المجتمع أن الجهات الحقوقية تقوم بعملها حاملة همومه، وحتى يكون التقصير والنقص واضحين للعيان وقد وضعا على سطح المكتب.
تخيل لو أن جمعية حقوق الإنسان بعد اجتماعها بوزارة الصحة أصدرت بياناً يشير إلى تطابق وجهات النظر، وعبارات مغلفة مفعمة بالآمال المستقبلية عن الخطط والنيات والمشاريع التي تم اعتمادها الخ… ما لا يجري سوى ذكره إعلامياً، تخيل وقع ذلك على أفراد المجتمع الذي ينتظر دوراً اكبر وفاعلية أكثر أثراً.
قضية الصحة وبيانها علامة إيجابية بارزة في عمل جمعية حقوق الإنسان يحسب للأخيرة وللعاملين فيها ويشكرون عليها… أعتبرها وساماً لامعاً حقيقياً، والمطلوب أن يكون ما حصل دافعاً للامام. لن نقبل من جمعية حقوق الإنسان ولا هيئة حقوق الإنسان إلا أن تكونا أكثر صراحة ونقداً مستقبلاً، وهما تستلهمان الرؤية الملكية المعلنة في نقد الذات ورفع الظلم عن المظلومين، وتعملان على تحقيقها على ارض الواقع.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

رد واحد على لا للإحباط

  1. فضل الشمري كتب:

    مرحبا أباسعود , والله أنا محتار في الواقع في الحكم على هذا ألاقدام من جمعية حقوق ألانسان وبين أحجام وزارة الصحه , حيث أننا أصبحنا في منطقة رماديه من حيث القدرة على أطلاق ألاحكام , وهنا نحن كمتابعين نشجع هذه الخطوة الجريئة من لدن الجمعيه وخاصة ونحن نشاهد هذا ألاجرام بحق ألانسان من قبل الخدمات الصحيه الخاصة والعامه !!! يوجد تجاوزات غير أخلاقيه من قبل بعض المستشفيات الخاصة والعامه وذلك لتسجيل رصيد مهني في عدد العمليات الخدمات المقدمه للمريض لتسجل في سجل ألاطباء على حساب ألانسان المحتاج !!! ويوجد تجاوزات نراها ونسمع عنها وخاصة فيما يخص وزارة الصحه ويؤسفنا أن معالي الوزير لم يعترف بها بعد هذه التجاوزات والتقصير من لدن وزارة الصحه !!! ويؤسفنا كثيرا أن تكون أغلب الولادات هذه ألايام بواسطه ما يسمى بالعمليه القيصريه كخيار أولي وليس حل أجباري يلجاء له في أخر ألامر وكأن تلك النوعيه من العمليات هي القاعده وغيرها هو ألاستثناء !!! هذا يتم تحت نظر المسئولين في الصحه وألاغرب أن تكون تلك العمليات هي أضافات القصد منها رفع معدل مكانة الطبيب الشخصيه في سجله المهني !!! وفي هذا خدش للأخلاق وهضم لحق ألانسان من قبل وزارة الصحه !!! ولك جزيل الشكر أخي عبدالعزيز للمقالات المميزه والهادفه , تحياتي …!!!

التعليقات مغلقة.