بقايا… طفرة

لكَ أن تتخيل أوضاع الأسر ذات الدخول المنخفضة مع موجة ارتفاع الأسعار الجديدة. الحقيقة أن الأسعار منذ انطلاقتها ارتفاعاً وهي تواصل المسيرة، يشجعها بعضهم بقوله: «واصلي»، ويمتنع بعض آخر من اتخاذ أي إجراء فعلي كابح، مع كثرة تصريحات لا تتعدى بحر الكلام… مثل الاتكاء على أوضاع دولية «فيتنام أعلنت انخفاض أسعار الرز في شكل حاد… للعلم». لك أن تتخيل أحوال الفقراء ممن يعيشون على التبرعات ومحاولات الجمعيات الخيرية على ضعفها.
ومنذ اندلاع الأسعار بنيرانها الحارقة لم يُتخذ إجراء واحد، اللهم سوى مؤشر أسعار أمانة مدينة الرياض، كان خطوة لم يتم تطويرها بقي مؤشر تجزئة للعلم فقط… «وكل واحد يدبّر نفسه». إنها «الاستراتيجية» نفسها مع قرض الصندوق العقاري، لكن المسؤولية الرئيسة، في كبح الأسعار، حقيقة، تقع على وزارة التجارة؟
أحاديث تبخّرت عن جمعيات يُفكر في إنشائها لتحقيق شيء من التوازن في سوق احتكار القلة، وشركات وغيرها مما قيل للاستهلاك.
المشكلة أن الكلام والتصريحات لا تشبع، بل مع تكرارها ودورانها حول نفسها أصبحت بلا طعم ومدعاة للتندر.
في يد وزارة التجارة الكثير مما لا تبادر الى فعله، أقله فحص بوليصات الشحن وشهادة المنشأ، ومعرفة الأسعار من المصدر، لكنها لا تبادر لفعل شيء من هذا. وضع بحاجة إلى النظر في آليات عمل جهات حكومية ومعرفة فاعليته ولماذا لا يحقق أثراً إيجابياً يشعر به الناس.
تعدى الأمر لدى بعض التجار إلى التلاعب بالأوزان. حجم العلبة هو نفسه والوزن في الداخل اقل. أما تواريخ الإنتاج فكل بحسب ذمته؟
قبل سنتين ظهر بعض فقراء محافظة الليث يطالبون بوجبة إفطار رمضاني من الجمعيات الخيرية، كان ذلك على صفحات الصحف، والحال في تلك الفترة أفضل من حالنا الآن! كم يا ترى سيظهر من فقراء في مختلف المناطق للسؤال؟
إننا بحاجة ماسة إلى تقويم أوضاع جهات حكومية… وهل تقوم فعلاً بأداء واجباتها أم أنها تصرف الأعمال الروتينية، بوليصات الشحن في يد الجمارك و «التجارة» تستطيع فحصها والتأكد من نسبة الأرباح التي يضعها التجار، لقد ثبت للأعمى أن السوق محتكرة من قلة، لا يهمها سوى أرباحها… المرتفعة!!
وكما خُزّن الحديد في الداخل، فإن أحاديث تقول إنه أيضاً يخزن في موانئ خارجية قريبة، ومثله سلع أخرى.
يظهر لي أننا اكتشفنا أنفسنا، بل اكتشفنا حقيقة بعضنا، دوائر وكبار تجار جملة وتجزئة، وما بعد الكشف والتشخيص سوى العلاج الذي سيفاقم تأخره الضرر.
ولأن الفرد منا يستطيع فعل شيء ولو كان بسيطاً، تذكير لنفسي ولغيري بنظرة عطف للفقراء والمحتاجين الذين زاد عددهم لدرجة الصمت عنهم.
إنه الوقت المناسب لإخراج الزكاة من القادرين مع حرص كبير على وصولها إلى مستحقيها… تجنّبوا المتسولين وتلفّتوا يميناً ويساراً سترون… الألم.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

4 تعليقات على بقايا… طفرة

  1. صالح العبدالكريم كتب:

    هناك اشكالية تحكم التعامل بين الدولة والتجار وهي ان المسؤولين في الدولة يحسنون الظن بالتجار ويعتقدون انهم حرصون على مصلحة الوطن واذا كان هذا الرأي ينطبق على قلة قليلة من التجار الذين يرضون بالقليل من الربح الا ان الغالبية يرون في هذه الثقة واحسان النية فرصة لممارسة الجشع طالما ان المحاسبة غائبة واذا حضرت فلا تمس الا جزء من ارباحهم .

    واذا نظرت الى ما قدمته الدولة للتجار من دعم ومساندة وفتح مجالات الاستثمار امامهم على مصراعيها وحمايتهم من المنافسة الخارجية تجد ان المردود لدى الغالبية مزيد من الجشع والبحث عن الاثراء على حساب المواطن البسيط وعلى حساب سمعة الدولة نفسها .

    ما يحتاجه الوطن حكومة ومواطنين هو الحزم وابعاد حسن النية والتعامل مع التاجر بحزم شديد عبر ازالة الكثير من المميزات التي وفرت له ومنها قرارات الحماية التي تمنع من منافسته وعبر ازالة الدعم الذي منح له مثل دعم الارز وبعد ان امتصه انقلب على الوطن والمواطنين يطلب المزيد من الارباح .

    ولعل العلاج يكمن في وزارة تموين تتولى تنظيم هذا الامر كما تتولى حفظ ما يحتاج اليه المواطن من مواد غذائية وغيرها لتكون مخزونا استراتيجيا بأيدي أمينة تحمي الوطن والمواطن خاصة ونحن نرى تجاذبات دولية قد تصل الى مرحلة المواجهة في المنطقة وحينئذ لن ينفعنا سؤال وزارة التجارة التجار عما لديهم من مواد غذائية لأن الاجابة ستكون رفع اسعار واستغلال وتعريض امن الوطن للخطر .. وهذا الامر لا يحتاج الى دليل فقد بدأ التجار في تخزين المواد في استراحات واماكن بعيدة عن اعين المسؤولين لاحداث نقص في السوق وانتظارا للفرصة لمضاعة السعر .

    نحن نعرف ان التجار اقوى صوتا من المستهلكين ( رغم التحفظ على هذا المصطلح ) بدليل انهم رفعوا الاسعار عدة مرات ولم نجد تحركا قويا لردعهم الا قرار صدر اخيرا لمنع تصدير بعض المواد ومنها الاسمنت وهم الان يتكتلون لنقضه .

    وفي يد الدولة القدرة على لجم اطماع التجار عبر اغراق الاسواق بمواد تستوردها الدولة وتطرح بسعر محدد مما سيدفع التجار الى البيع بهذا السعر او اقل منه لطرد الدولة من منافستهم .. ولعل افضل سلعة يمكن ان تجرب في هذا المجال هي الحديد الذي رفع التجار سعره خلال عامين من 1500 ريال الى قرابة 6000 ريال في حين ان هناك دول مستعدة لايصاله للسوق السعودي بسعر 3000 ريال فهل هناك ما يمنع من ان تستورده الدولة وتبيعه بهذا السعر حتى نرى مصانع الحديد مرغمة تبيع بهذا السعر ؟

  2. مواطن كتب:

    مساء الخير

    أنا كنت أسمع من سنين عن شي اسمة صندوق
    الفقر او صندوق مكافحة الفقر والي الان
    مانشوف له اي دور سوي لوحتين كبار كانت
    دعاية له في طريق الملك فهد ثمن اقتلعت ؟ هل
    هو موجود فعلا والا انا احلم

    الفقر يدق اطنابه في كل بيت يمكن من
    المعاصي وعدم شكر النعمة دور في هذا
    والدليل ان الدولة في طفرة مالية والشعب
    فقران ومديون وخسران …
    فية حرمة كبيرة دايم اشوفها عند بساتين
    القصيم بالقرب من سوق الشمال للخضار قرب
    العثيم تبيع خردوات علي الناس اللي يجون
    يشترون خضار مرة سئلتها لية تبيعين وين
    عيالك قالت انا زوجي متوفي وعيالي كلهم
    صغار وماعندنا مايكفي المعيشة وابيع
    هالاشياء تساعد … وتجلس دايم في عز القايلة
    والبرد في رجا ريال او ريالين تبيع بيزة
    وولعات غاز بكيس معها واحيان بنتها الصغيرة
    تمسك مكانها ومن صوتها باين انها من اهل
    الديرة وليست اجنبية

    وين صندوق الفقر عنها وين المسئولين ؟ لية
    مايسسون حملات لفقراء الداخل وصدقوني كل
    الشعب بيتبرع واكثر من اللى تبرعو به
    للخارج بس يوافقون علي حملة تبرعات
    والاقربون اولي بالمعروف والا احنا وش
    علينا من مينمار الكفار ماخلينا شي ما ارسل
    لهم وفي ديرتنا مسلمين واهل ميتين جوع
    وحاجة ماحد جاب خبرهم … لكن هم في ذمة ولي
    الامر

  3. عبد الله الفهيد كتب:

    لا فض فوك يا بو أحمد
    وفي المقابل هناك من هو متخم من الأكل والشرب، شبعان، وعينه مغمضه من المتاغر !!!
    على أية حال ،،، يقول المثل :
    ورا عمل ما يكسيك، قال: عمي يشوووووووووووووووووووف
    من المسؤول، ليس السائل بأعلم من المسؤول
    ننتظر عقوبة رب العالمين حتى نتحرك، ربما ، ربما ،،، ربممممممممما

  4. alnamlah mohamad كتب:

    الأستاذ عبدالعزيز .. اسعدالله مساءك

    انا من المعجبين جدا ومنذ فترة طويلة بكتاباتك , واجدها فرصة لكي اعبر لك عن صادق حبي وتقديري لشخصك الكريم .

    قليلون جدا هم الكتّاب الذين يلامسون احاسيس القارئ و يتحدثون بلسان حاله .. ومامن شك انك احد هؤلاء الكتاب .

    يعيب على القارئ العربي التواصل مع الكاتب ليس لسبب معروف ولكن لأن التقنية جاءت في الوقت الخطأ , حيث ان معظم القراء الآن هم من فئة الشباب والكثير منهم مع الأسف لم يعد يهتم بمشاكل المجتمع او يتحمس لها بل يصب جل اهتمامه على مجالين , هما الفن والرياضة .

    ليس لدي اي تعليق حول موضوعك الهام اليوم سوى ماقاله الشاعر بندر بن سرور : متى يجي في نجد حسن التدابير …!! والطاسة وانا اخوك ضايعة ..

    تحياتي ومحبتي ..

    اخوك محمد النملة

التعليقات مغلقة.