«أرامكو» والحجامة

كان المبتهجون بتجربة «أرامكو» الإدارية الناجحة يتأملون ويطالبون بالاستفادة منها داخل الجهاز الحكومي، وفي هذا الشأن كتب الكثير، والموقّع أدناه ممن كتب، ضارباً أمثلة في مستوى المدارس التي شيّدت، «لا تلك التي أغلقت وصمتت عنها أرامكو وغيرها من جهات تعليمية». وفي التخطيط وغيره من نواحي التطوير والتنمية التي يشهد لأرامكو سابقاً بها، حالياً أشعر أن عيناً «حارة» أصابت أرامكو، قد تكون عدوى من بعض أجهزة حكومية خدمية، ربما هو فعل وأثر المدائح التي كثرت حتى بلغت الجبال طولاً في ملاحق وكتابات خاصة قبل وبعد احتفالاتها الأخيرة. الذي يدفعني لهذا القول، استمرار أزمة الديزل، فما أن تختفي حتى تعود، و «الحياة» قبل أيام أشارت إلى انضمام البنزين والكيروسين إلى الديزل في الشمال، هي ليست المرة الأولى، وعلى عكس المتوقع، ظهرت تصريحات تقول إن السبب الموزعون، ولجان تقصّ ميدانية. هي حجج وأساليب سمعناها من الصوامع في الدقيق، وغيرها مع سلع أخرى وقضايا، فمن الذي يزوّد الموزعين ويديرهم ويختارهم؟ كأن «أرامكو» استنسخت «تفاعل» جهات حكومية مع أزمات مرّت بها البلاد، وهي تجارب سلبية، ما الذي حدث؟ ألا يتفق معي القارئ أن السبب الأول كثرة المديح… لقد ظهر أن المدح يسبب الارتخاء.
***
ظلت الحجامة من الطب «البديل» الشعبي الذي يمارس على استحياء، في الرياض على سبيل المثال اشتهر شارع الشميسي القديم وحلاقون أفارقة بإجرائها، ثم تطور الأمر وأصبح بعض الناس يشترون أدوات الحجامة للتأكد من نظافتها، كان الوضع مهملاً وغير ذي أهمية تذكر للجهات المعنية، إلى أن بدأت عيادات ومستوصفات في تقديم خدمة الحجامة، هنا ظهرت وزارة الصحة ومنعت. ومما قيل وقتها انه لم تثبت فوائد الحجامة، بل نقل عن مجلس الخدمات الصحية منعه إياها لعدم ثبوت فوائدها علمياً، ومما قيل أيضاً إن التبرع بالدم يقدم فوائد مماثلة للحجامة، عاد التعامل بها للخفاء، إلى أن أعلن عن إنشاء «المركز الوطني للطب البديل والتكاملي» تابعاً لوزارة الصحة، ثم أعلنت «الصحة» عن عزمها السماح بها ضمن شروط وتحت إشراف المركز الجديد، بعد دراسة قامت بها وتجارب عربية أثبتت فوائدها، بحسب ما نشرت «الحياة». الطريف أن الدراسة التي أثبتت الفوائد التي لم تثبت سابقاً ظهرت للإعلام فقط بعد إنشاء المركز.
لست ضد التنظيم ووضوح حدود صلاحيات الجهات الإشرافية، بل هو من تطلعاتي، لكن تعقيد الأمور والمنع الذي تم بتلك الصيغة السابقة وأسباب أعلنت، لم يكن له مبرر مقنع… سوى المركز الوطني الجديد.

 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على «أرامكو» والحجامة

  1. صلاح السعدى محمود كتب:

    حياك الله. أبوأحمد
    بسم الله الرجمن الرحيم..[وأذامرضت فهو يشفين]
    الله يرحم أجدادنا كانوا أذا مرضوا ذهبوا للبر وتفحصوا أحسن الأعشاب وعالجه أنفسهم بها
    وكان الله هو الشافى دالجين كثرة صناعة الأدوية وكثر المرض كفانا وياكم شر المرض
    والله يشفي كل مريض يارب ..سلمت يمناك أستاذى الحبيب .ودمتم لمحبينك
    وتقبلوا وافرالتحية / صلاح السعدى

  2. سعد كتب:

    شكل المشاكل(اذاكان فيه مشاكل) بدت تطلع من طلعوا الامريكان من ارامكو واستلم المناصب الكبيره ربعنا وبدت تسري فيها ثقافة المجتمع من تعيين بالواسطه والمعرفه والمحسوبيه

  3. شديد كتب:

    السلام عليكم,,

    في الحقيقة هي المرة الأولى التي أزور فيها هذه المدونة بحكم اني من أمة إقرأ..التي لاتقرأ

    وممن يستبقون التفكير ومن ثم الحكم على الأشياء فقد جذبني العنوان لافهم التالي..

    أن من فوائد الحجامة استخراج الدم الفاسد من الجسم والذي يؤذيه ببقائه، وهذا هو العلاج الفعال المفروض تطبيقه على أرامكو لنتدارك الأمر وننقذ ما يمكن إنقاذه على أقوى الشركات السعودية ومصدر الدخل الأول<<<ليش هو فيه ثاني ;(

    هذا ما استخلصته من هذه المدونة واعذروني على سذاجة الفكرة..

    شكرا لك أستاذ عبدالعزيز

التعليقات مغلقة.