«خلوا العيد عيدين»

عندما يفرح الاطفال تعم موجة الفرح الكبار، والعاصمة السعودية طوال ايام العيد ازدانت بالفعاليات والعروض الاحتفالية مع اتساع الرقعة والمواقع. كل عام يشتد عود امانة مدينة الرياض وتنضج تجربتها في ادارة الاحتفالات، وهي جهود مشكورة ومقدرة نرجو لها الاستمرار والتطور ونشد على ايدي العاملين فيها.
هذا العام عايد امير الرياض الامير سلمان بن عبدالعزيز سكان العاصمة وزوارها بدخول مجاني لفعاليات الاحتفالات، وتحمل أمانة المدينة التكلفة. هذا التوجيه الكريم ادخل البهجة على نفوس الكثيرين… وأتاح لشريحة كبيرة المشاركة والحضور، خصوصاً «أصحاب العيال» الذين يرى اطفالهم الفعاليات في القنوات، وربما يفكرون مرات بعد ان يدخلوا أيديهم في جيوبهم قبل المشاركة.
ابوفهد – أطال الله عمره – عوّد أهل الرياض على أن يكون معهم في السراء والضراء، تجده في عيادة مريض وموجبات عزاء وتهنئة أفراح، فتح قلبه مشرعاً بالطيب وأعمال الخير مثلما فتح ابواب قصره العامر ومكتبه على رغم جدول عمل مزدحم. له منا صادق الدعاء بالصحة والعافية والتوفيق.
ولأننا في «بواقي» العيد، وحتى تكتمل فرحته لشريحة اخرى من المهمومين بالاسهم وأيديهم على قلوبهم، مع تطورات لا تخفى، اقترح على هيئة سوق المال السعودية ان «تعايد» المتداولين بتمديد اجازة السوق، هذا هو أفضل وقت لإقفاله، مع تطورات أميركية لا يعلم حتى الآن آثارها، تعودنا للأسف ان سوقنا تتأثر بالسلبيات أكثر من تأثرها بالايجابيات، وإذا أعدنا النظر في الانتكاسات التي حدثت لسوق المال السعودية منذ «طبعة» شباط (فبراير) 2006، نلاحظ أنها لم تقفل ولو يوماً واحداً مع سقوط مؤشرها المتكرر للقاع، إذا جمعنا اياماً كان يجب ان تقفل فيها، مثلما فعلت ادارات اسواق عالمية اخرى عند اهتزازها لن يستغرب احد لو أقفلت السوق حتى عيد الاضحى المبارك، دعونا «نخلي العيد عيدين».
والمتابع خلال السنوات الماضية يجد ان هناك شبه قناعة واعتقاد بأن فتح السوق للتداول مهما كانت الاوضاع والحالة النفسية أهم من السوق وما… بل ومن فيه! وهو أمر كان وما زال مثار استغراب الكثيرين، ثم ان هيئة سوق المال لا يذكر أنها «عايدت» المتداولين اقصد الصغار منهم! لعلها عند الاخذ بهذا الاقتراح تفتح صفحة جديدة تشعر فيها المستثمرين الصغار بأنها مهمومة بما يشغل بالهم. ليست القضية ان تتحرك المركبة بل الأهم إلى اين الوجهة.