بعد الأحداث الأخيرة في «مومباي»، يراقب العالم الخطوة المقبلة للحكومة الهندية، هل تصبغها الحكمة التي طالما تحدث الناس عن اصل لها في الهند ام تسير على طريق البوشية. الإشارات الاخيرة من الخارجية الهندية لا تبشر بخير، وباكستان الداخل في حال قلاقل وحدود ملتهبة… في وضع لا تحسد عليه اي حكومة.
لكن الحريق المحتمل والذي تظهر شرر متطايرة له في شبه القارة الهندية ليس قضية محصورة بين البلدين الجارين. الشرر والدخان سيعم أثرهما المنطقة، والدول العربية ودول الخليج العربية على وجه الخصوص معنية، تتأثر وتؤثر في شبه القارة الهندية، فالعلاقة بين العرب وسكان شبه القارة الهندية قديمة ومتشعبة وهي أيضاً علاقة مستمرة مستقبلاً، فإذا اضيف إلى ذلك عدد كبير من الهنود والباكستانيين الذين يقدرون بالملايين ويعملون في دول الخليج العربية، ومصالح اقتصادية وتجارية كبيرة للطرفين تصبح القضية أكثر أهمية لنا.
كثيراً ما لوحظ عدم الالتفات بالاهمية المطلوبة للهند البلد، الكبير اقتصاداً وسكاناً والقارة المهمة ككتلة سكانية واقتصادية جارة والعناية بتجذير العلاقة المصلحية معها من جانب الديبلوماسية العربية، ترتفع اهمية ذلك اعلامياً إذا ما زارها مسؤول اسرائيلي.
والصحيح ان السياسة العربية كذراع فاعل جماعي لم يعد لها وجود… تفتتت وتلاشت، نشأت محاور وتحالفات لم يكن من المتوقع ان توجد، بل في الدائرة الأضيق في احسن الاحول العلاقات العربية – العربية، نفسها، سياسياً بهتت، ولنا في اهم وأقدم قضية وهي قضية فلسطين عبرة حسنة.
هذا يعني ان لا مطالب في هذا المقام لدور من الجامعة العربية، فهي لم تستطع القيام بجزء من واجبها لظروف وتراكمات معروف بعضها، إنما هذا لا يعني الركون والانتظار لأن تقوم الديبلوماسية الدولية بواجب الوساطات وسد فراغ يقع بجوارنا.
من هذا كله يمكن استشراف امكان دور محوري ومهم لدول مجلس التعاون في توفير المناخ الملائم لوساطة ايجابية بين البلدين الجارين الهند والباكستان، وأعتقد ان مجلس التعاون الخليجي وأمانته معنيان بتفعيل الدور الديبلوماسي في هذا الشأن. ويمكن هذه الدول ان تستفيد من دعم منظمة المؤتمر الاسلامي التي تمثل الكتلة الاسلامية في العالم، بخاصة انها معنية بالمسلمين في كل مكان وهم على طرفي الحدود الملتهبة.
المحصلة أن مد يد الوساطة المقترحة وعدم ترك الساحة فارغة للآخرين فيه – كحد ادنى – حضور الجيرة الواجب… ومعه المصلحة، مهما كانت النتائج، ولا بد من ان يكون له تقدير… وتشديد على دور لدول الخليج في مناطق الجوار المهمة.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
حياك الله.أبو أحمد
أكثر من رائع الله يعطيك ألف عافية أستاذى الغالى..
سلمت يمناك. ودمتم لمحبينك :
فكر نير وثقافة مخصصة لمن يحبون نشر السلام وهم اعلام وانت ياسيدي اولهم فهاتان الدولتين فيهما من المسلمين ونحن مسؤلون عن رأب الصدع الذي حصل حتى وان لم تكن لدينا مصالح مشتركة فقط من اجل الاخوة الاسلاميه التي تربطنا بهم . بارك الله في قلمكم الكبير بفكره ومحبته للاصلاح لك الاحترام والتقدير كاتبنا الكبير.