السوق هذا الأسبوع هي سوق أضاحٍ… من ذوات الأربع، لكن صديقي الساخر رأى في ما يرى المستهلك الفطن، أن البعض يتمنى فزعة بائعي الأغنام في سوق الأضاحي، ليتم تصريف المخزون من سلع طارت أسعارها وكبر حجم مخزونها، ربما يتمنى بعض تجار الرز أن يربط برجل الأضحية كيس رز أو أكياس.
فلا زكاة فطر في عيد الأضحى توفّر زيادة في الطلب، ففيه يمدحون المشاوي، والأقرب من الرز هو السيارات، فربما تعلن شركاتها عن عروض تسويقية تباع فيها السيارة بما تستطيع حمله من كباش وخرفان.
قبل أيام اجتمع وكلاء سيارات في «غرفة جدة» معلنين تمسّكهم بالأسعار… لاحظ «تمسّك»، كأنهم في صحن وانيت. على رغم الأزمة المالية العالمية لا يريد هؤلاء أن يأتينا منها سوى آثار سلبية تضخمية، أما الآثار الحميدة – إن وُجِدت – فيمكن للبعض بقدرة قادر تجميدها في «الفريزر»، ماذا يمكن أن تطلق على اجتماع مثل هذا؟ هل هو تنسيقي أم اجتماع محتكرين «بعينه وعلمه»؟ وأين هي حرية الطلب والعرض وحرية الاقتصاد؟ المستهلك غائب عن الاجتماع.
لا ينسى المستهلكون أنه عندما انخفضت قيمة الدولار إلى درجة كبيرة لم ينعكس هذا الانخفاض على أسعار السلع الأميركية وبخاصة السيارات، وعندما أصابت الأزمة الشركات «الأم» يرفعون الأسعار، إنها حرية الاحتكار، مع وجود هيئة لحماية المنافسة.
ويلاحظ هنا أن أعلى الأصوات في الإصرار على رفع الأسعار والتمسّك هو صوت الشركات التي تعاني أمهاتها من شبح الإفلاس، بما يعنيه هذا من احتمالات عدم توافر خدمات وقطع غيار وغيره، ما الذي يمنع من تبخر هذا؟ وقد رأينا تبخر البلايين في السوق الأميركية، ويذكّر هذا التصرف بباعة السندات والمشتقات الذين جابوا أسواق الخليج قبل الأزمة الأميركية بأشهر قليلة فباعوا للبعض مشتقات استثمارية وأوقعوهم في الفخ فاحترقت الأموال.
…
حظيت قضية الشاب عادل الحربي، الذي يعمل طباخاً في مركز توعية الجاليات بالمدينة المنورة، ويتمنى وظيفة كاتب على بند الأجور، علّقت عليها هنا، باهتمام أحد برامج خدمة المجتمع، من خلال اتصال مشكور ومقدر من مدير هذا البرنامج، اتفقنا على ألا نتحدث عنه إلا بعد ظهور النتائج. الشاب عادل الحربي مدعو للاتصال بي من خلال الموقع، فهناك فرصة محتملة للأخذ بيده ومساعدته على إنشاء عمل خاص و«الميدان يا حميدان».
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
مايخالف يتمسكون باسعارهم
وش يردهم يا خلاّف !!!
متمسكين كنهم راكبين على حوض الونيت
لكن عددولي ( وهذا اسم المطعم اللي بيفتحه صاحبنا ) لازم نحضر الإفتتاح انا وانت
واقلها اقلها مندي عصافير ..
دعواتي للأخ عادل بالتوفيق والله ما يخيب رجاه
تحية طيبة أخي عبدالعزيز
اجتماع تجار أو منتجي سلعة معينة للاتفاق على سعر أو خطة موحدة يعتبر جريمة تعاقب عليها جميع القوانين التجارية في العالم، لكن أن يتم الاجتماع بصفة رسمية و يعلن نتائجة في الصحافة لإرهاب المستهلكين فتلك من النوادر التي لا تراها إلا في بلادي.
أما عن استفادة المواطن المسكين من الكساد فدونه توحش التجار و غياب الرادع يا صديقي
و تبقى الكلمة الأخيرة لصوت المستهلك الذي بدأ ينضج على نار الغلاء و الاستغلال، حان الوقت ليختار المستهلك وقت الشراء و نوع السلعة التي يشتريها بذكاء كي يفوت الفرصة على معدومي الضمير….و ليس له بعد ذلك إلا الدعاء بأن ينصرة الله في المعركة الغير متكافئة