«ساما» وظلم النشامى

وصلتني رسالة على الجوال تحذّر وتنبه إلى ضرورة الحرص على البيانات الشخصية البنكية، صادرة عن لجنة مشـــكّلة من البـــنوك المحلية. الغرض بالطبع التوعية، الطريف هو المســـافة الزمنية بين بداية التعامل بالبـــطاقات البنكية والأرقام السرية وآلات الصرف وبين حملة من هذا النوع، عقود من السنين هي في الحقيقة ما يفصل بين حاجات المجتمع ومبادرات البنوك ومعها مؤسسة النقد.
خلال هذه الســـنوات الطوال، ألزم الـــناس بفتح حسابات في أكثر من بنك واقتناء بطاقات صراف، ولم تفكّر البنوك ولا مؤســـسة النـــقد بالتوعية. الأخيرة كان يجب أن تبدأ مع بداية تدشين الخدمات، أضعف الإيمان أن تبدأ مع بروز المشكلات، اضطر الناس إلى التعلم بالتجربة في رؤوسهم! تلك الفجوة الزمنية هي حجر الزاوية لقضية حقوق العملاء والمجتمع مع البنوك وحماتها في مؤسسة النقد.
هل حشرت مؤسسة النقد في الموضوع؟ لا والله، أزيدك من الشعر أبياتاً… هذا مصدر في لجنة تســوية المنازعات المصرفية… «طيبة الذكر»، يقول إن اللجنة ليست مسؤولة عن «عقود الغبن» التي تطبـــقها البنوك على عملائها، بل يتقدم خطوة مصرحاً لـ «عكاظ» بالآتي: «إن أكثر من 1200 عقد تمويلي تسببت في مواجهات قضائية بين البنوك والعملاء شهدت شروط غبن للعملاء».
هذا ما وصل للجنة وما ضل طريقه أكثر، ويضيف مصدر اللجنة قائلاً: «وشدد على أنه لو كانت السلطة في معاقبة البنوك المخالفة بيد لجنة تسوية المنازعات المصرفية دون مؤسسة النقد لأصدرت العقاب الرادع جراء هذه التجاوزات».
يحسب للمصدر شجاعته الأدبية… تعودنا من كثير «ما دامت أمورهم ماشية» الصمت.
من هذا التصريح اعتقد أن مؤسسة النقد تقف عائقاً دون معاقبة البنوك على غبنها وافتراس بعضها للعملاء، وقد شهد شاهد من… رحمها! والسؤال لماذا يا «ساما» ظلمك للنشامى؟ أما إذا جئت لسوء التعامل في رد حقوق ووضع عملاء من دون وجه حق على لوائح سوداء فالقضايا مثل الجراد.
محافظ مؤســـسة الـــنقد قال إنـــهم يغرّمون البنوك بالملايين، نافياً محاباة البـــنوك، الغـــرامات السرية لا قيمة لها… عدم إعلانها بوضـــوح وأســــماء يدفع للشـــكوك، بل إن عـــدم إعـــلان أرقام المتضررين يقف ستاراً ضد التوعية بالمخاطر.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

4 تعليقات على «ساما» وظلم النشامى

  1. صلاح السعدى محمود كتب:

    حياك الله. أبو أحمد
    الله يعين هو كده دايمآ ننتظر حتى تقع الفاس في الراس ذي مايقوله فى الأمثال
    لازم يحدث شىء مزعج وبعدها نضىء الشمع لعدم وجود الطاقة مبكرآ …
    كم مضى على ندائتك لتوعية الكوادر العاملة فى المصارف حتى ألياتهة الصرافة الموجود فى المواقع الحيوية والطرقات أصبحت مشكلة وأعطالها كثيرة جدآ..
    الله يعطيك ألف عافية أستاذي :

  2. مواطن كتب:

    لا تلم ساما

    لان بقاء اي مسئول علي منصبه اكثر من 10 سنين يؤدي الى الاهمال والي الفساد الاداري والاتكاليه لان المسئول يكون قد استنفذ مالديه ولم يعد لديه مايقدمة او يحرص عليه ويصبح العمل عنده مجرد توقيع حضور وانصراف اما جودة العمل في اخر الاهتمامات .. ولك ان تحسب كم للمحافظ من سنه في منصبة رغم انه بلغ من العمر عتيا

    اضف الي ذلك المحسوبية البنوك تقدم تسهيلات مالية ووظائف لاقارب واحباب ساما ولاجل عيون البنوك ينظلم العميل

  3. طارق حسني محمد حسين كتب:

    يااستاذي التشهير اصبح مطلبا ملحا ولايحتاج الى فتوى التشهير بالتجار الجشعين التشهير بمن يتاجر بصحة البشر التشهير بالبنوك التي نكبت عملاءها الى متى ونحن نعيش المثالية مع هولاء!

  4. سليمان الذويخ كتب:

    مؤسسة النقد ….. فوق النقد فلا اتنتقدها !
    البنوك …. مثل بنوك تلدهم وتربيهم فيعقوك !
    يا اخي نحن في منظومة متكاملة اسمها المستحي والخايف !
    كل شيء نستحي منه حتى مواجهة اخطاءنا كأننا ملائكة معصومين !
    ونخاف لدرجة لو بيعزمك واحد على طول ترد عليه : اخاف ما اقدر اجي !!!
    الخوف مسيطر علينا نقدمه على اية خطوة ولو كان لنا بها من نصيب حظوه !
    يسعد مساك بالمسرات اخوي ابو احمد …. تبي مؤسسة النقد تحذر الناس من شيء!!
    يعجبني طموحك :)

التعليقات مغلقة.