دموع ولعاب!

فيما تنهمر دموع الاحرار وقلوبهم على المحرقة في غزة، يتقاطر «لعاب» آخرين على كعكة إعمار الأرض، التي أحرقتها الطائرات الإسرائيلية. ومن المعلن أن تؤكد القمة العربية في الكويت إعمار غزة، وصناديق لهذا الغرض. كل تصريح تقريباً من الأطراف العرب جاء على ذكر الإعمار، حتى الاتحاد الأوروبي، بل إن أكثر من دولة أعلنت عن مؤتمرات للمانحين، والقصف مستمر!
بالنسبة للمواطن العربي البسيط «مثل حالاتي»، يتمنى ويطمح ان تصل المساعدات للمحتاجين الحقيقيين لها، وان يتم «اعمار بالذمة»، أيضاً أن تكون هناك ضمانات بألا يهدم هذا الاعمار مرة اخرى على يد الجيش الصهيوني.
ولعل من المهم ذكره – من أمنيات المواطن العربي – وتطلعاته أن تكون قمة الكويت قمة علاج الشرخ العربي، وايقاف تدخل المزايدين على اشلاء القتلى والجرحى، والشرخ العربي لا ينحصر بين الانظمة العربية فقط، بل بين كثير منها وبين شعوبها. ولا شك في أن المزايدين استطاعوا التشويش والتلاعب، وساعدتهم آلة الحرب الصهيونية بمحرقة الاطفال والنساء، فتأثر كل عربي، وأصاب عقله التشويش، من هنا لا بد من استعادة ثقة المواطن العربي، لأن الأخير متعاطف في الأساس مع الضعفاء والبسطاء من الفلسطينيين في غزة، وارتفاع صوته محاولة لنصرة هؤلاء الضعفاء.
السؤال: كيف نستعيد الثقة بالنظام العربي، بحيث يكون متجاوباً في الحد الادنى مع الشعوب، لسد أبواب ونوافذ يدخل منها المزايدون والمستغلون للدماء من أي طرف كانوا؟
إذا عدنا إلى الوراء سنوات، فسنعي ان إحدى القضايا التي ساهمت إلى حد بعيد في شق الصف الفلسطيني هي قضية الفساد، لم تتم مواجهتها، فكان ما كان.
وفي اسلوب تجربة الاتحاد الأوروبي عند مساعداته للفلسطينيين نموذج يمكن استنساخه، إذ ان لديه من يشرف على هذه المساعدات. والمأمل من القمة العربية في الكويت، ان تقطع الطريق على اي احتمال لاستغلال اعمار غزة، والتنفيع والاستنفاع من خلاله، وسقوط هذا المشروع بأيدٍ فاسدة، يعني سقوط الهدف منه، وهو محاولة اعادة المهجرين إلى ارضهم بكرامتهم، التهجير هو هدف سعت وتسعى إليه الصهيونية.
إذا كان من المأمل ان تكون قمة الكويت قمة مصالحة عربية، او اتفاقاً على الحدود الدنيا، وعدم اشراك اجنبي في قضايا عربية للمزايدة على دول عربية هي تاريخياً من احتضن القضية الفلسطينية، فلا اقل من ان تتوخى قمة الكويت المصالحة مع الشارع العربي وضميره المحتقن. لتكن البداية في تأكيد تحييد المنتفعين من جراح الشعب الفلسطيني، فمثلما هناك منتفعون سياسياً من المزايدين، الذين شاهدنا بعضهم على الفضائيات، هناك منتفعون مادياً، سواء ببناء المستوطنات او اسوار الاسمنت. إذا حقق المجتمعون في الكويت هذا، وهو أمر مهم يعني صدقية وشفافية، فهو خطوة كبيرة ورسالة مصالحة للشعوب العربية.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

4 تعليقات على دموع ولعاب!

  1. صلاح السعدى محمود كتب:

    حياك الله. أبو أحمد
    صدقت هذا صحيح نتمنا من الله عزوجل أن يلاقي هذا الكلام الجميل هذا الصوت صوت العقل أذانآ صاغية…
    الله يعطيك العافية أستاذي الغالي ..سلمت يمناك :

  2. طارق حسني محمد حسين كتب:

    المهم النوايا استاذي تكون خالصة لوجه الله مانقعد مع بعض وكل واحد فينا يطالع الثاني من تحت لتحت والله يسترمن اخرتها.

  3. n&n كتب:

    انا اظن من اهاف الحرب استزاف اموالنا هم يضربون واحنا نعمر اصبحت عاده سنويه اقول ترى الناس هنا جاهم غزو عالمى وغزو اسهم وخلافه الانستحق مؤتمر اعمار والا موت وخراب ديار0

  4. سليمان الذويخ كتب:

    مليار دولار
    4000 مليون ريال
    اكاد اجزم لو وصل ربعها لمستحقيه … فستكون غزه وفلسطين كلها مثل دبي :)
    واسرائيل تضرب جنوب لبنان والعرب ينادون … اعمار لبنان
    وتضرب غزه …… والعرب يعيدون اعمار غزة وهات يا عجب

التعليقات مغلقة.