خسر العرب والمسلمون من أحداث أيلول (سبتمبر) 2001. دفعوا وما زالوا يدفعون ثمناً باهظاً لذلك العمل الإرهابي، وجرى استغلاله من الغرب بأبشع صورة عسكرياً وسياسياً وإعلامياً. تم تشويه صورة الإسلام والمسلمين والعرب، أعتدي على دول إسلامية وعربية واحتلت، ليتولى قيادتها من اختاره المحتل، وصار الاعتقال في المطارات على الهوية أو العرق والسجن، وأغلقت جمعيات خيرية وجمدت أموال، اُتُهِم المسلمون والعرب دولاً وشعوباً بجريمة اقترفتها مجموعة من الأفراد ينتمون بحسب ما أعلنته الولايات المتحدة الى جماعة مطاردة ومنبوذة من الدول الإسلامية.
كل هذا أمره معروف، ووصل الأمر الى التدخل في المناهج التعليمية والمطالبة بتغييرها، حتى القرآن الكريم لم يسلم من محاولات التشويه والتحريف. هذه الحملة أدت إلى تخلخل في مجتمعات عربية وإسلامية وتوابعها، وزرعت تصنيفات بين شرائح المجتمع، وما زال استغلال القضية ضدنا مستمراً.
حسناً… نحن أمام جرائم حرب اقترفتها الدولة الصهيونية، بمباركة أميركية، على غزة، نقلت لاثنين وعشرين يوماً في بث مباشر على الفضائيات الى مختلف دول العالم، تم توثيقها بالصوت والصورة، وأعلنت أكثر من هيئة حقوقية دولية إدانتها، بل طالبت بالتحقيق فيها أمام محاكم دولية، وهي أشنع جريمة حرب في التاريخ الحديث.
كل هذا أمامنا، فهل يمكن أن نستثمر هذا كما استثمروا ذاك، إن في استثماره دفاعاً عن أنفسنا وعن معتقدنا واستقرارنا، وفيه أيضاً سد لمنافذ محاولة الأجنبي مد نفوذه وأطماعه تحت ستار «الحرب على الإرهاب»، وفي استثماره محاولة لتصحيح الصورة عن الإسلام والمسلمين والعرب التي تعرضت لتشويه خطير.
الفارق شاسع بين أحداث أيلول وجرائم الحرب التي اقترفتها إسرائيل ضد المدنيين، فهل يمكن الاستفادة من هذه المحرقة؟ ما أكثر الأجهزة والمنظمات العربية والإسلامية التي لا نرى منها سوى اجتماعات وبيانات وموازنات، لا نريد سوى فعل يحقق أثراً في ضمير الغرب إن بقي فيه حياة، وهذه المادة الحمراء وصراخ الأطفال والنساء بين أيديكم.
***
كنت أتمنى من أمين جامعة الدول العربية وهو يتحدث في قمة شرم الشيخ، وهي في المناسبة أسرع قمة في الإعداد والتنفيذ! أن يذكر في المؤتمر الصحافي… بضرورة محاسبة الدولة الصهيونية ومحاكمة قادتها على جرائم الحرب، وكنت أطمح لأن يذكر ذلك الرئيس التركي «غول» خصوصاً أن رئيس وزرائه طالب بذلك، ولا أفضل من المطالبة بوجود كل هذه الكوكبة الأوروبية، التي تقاطرت على عجل للحضور في المشهد الأخير… وهي التي سارعت في بداية العدوان الى التبرير «إنه دفاع عن النفس»! لكن لم يحقق أمنيتي أحد منهم لا العربي ولا التركي.
حتى لو طالب الله يبارك فيك فيه احد بيسمعه وانت عارف استاذي ان خطابه حده باب قاعة الاجتماعات .
ثمن احداث سبتمبر كان ولا يزال باهظا باهظا باهظا !!
الأمور المادية لن اتطرق لها …
ولكن حربهم على الاسلام هو نتاج زراعة الشوك من قبل من تبنوا احداث سبتمبر!
الحرب على غزة باركتها امريكا وستباركها مادامت تخص الكلب المدلل (كيان بني صهيون) ؟؟ وستبررها بمبررات اقلها تعاون بعض الفصائل معهم باطلاق الالعاب النارية التي يسمونها صواريخا !
اما امين عام الجامعه وعشمك فيه … فلا اخفيك …
انه يعرف حدوده ويعرف الخطوط الحمراء ويعرف الاجندة جيدا !
فلا تكن :
ومكلف الأيام ضد طباعها ……. متطلب في الماء جذوة نار
شكرا لك