فرض الواقع والإلزام به

في خطابه المتلفز الأخير، أشار الرئيس حسني مبارك إلى الاتفاق الأميركي – الإسرائيلي الأخير حول منع تهريب الأسلحة إلى غزة، بقوله انه “لا يلزمنا بشيء”. أيضاً العبارة نفسها أو قريب منها قالها وزير خارجية مصر عندما بثت اخبار الاتفاق الإسرائيلي – الأميركي الذي وقع على عجل كآخر مكرمة لإسرائيل من الرئيس بوش غير المأسوف عليه. والملاحظ انه قبل ان يجف حبر المذكرة العجيبة دعمتها علانية اكثر من دولة أوروبية، بعضها كان حاضراً في قمة شرم الشيخ. وبادرت بل سارعت فرنسا ساركوزي بإرسال سفينة حربية إلى المنطقة، فكانت صورة من صور النفاق الأوروبي الفاضح، وحذرت مصر من وجود هذه السفن الحربية في المنطقة وتداعيات ذلك على الاستقرار.
ولم اطلع على اي رد فعل عربي خلاف رد الفعل المصري على تلك المذكرة، على رغم أنها – كما نشر – لم تحدد منطقة لعملها، بل تركت مفتوحة، مع ما يمكن أن تحدثه من واقع جديد، والخطورة أنها لو تم تطبيقها – وهو أمر غير مستبعد – ستتيح لإسرائيل حضوراً في البحار العربية والمنافذ البحرية المهمة والحيوية، ولنا في تجربة قراصنة الصومال والتلكؤ العربي في مواجهتها وكيف ان عدداً من الدول الغربية والآسيوية أرسلت أساطيل حربية للمنطقة.
الواقع ان العالم العربي يمثل في وضعه الراهن الآن الجمل الذي سقط على الأرض، فأصبحت السكاكين تأتيه من كل جانب، سكاكين غرضها واحد، ولو تلونت بألوان مختلفة وادعت ادعاءات متباينة تنطلي على البعض. هذا الصراع على المنطقة تتم تغذيته كل لحظة بواسطة سياسات اسرائيل وإيران، والصورة العامة انهما على طرفي نقيض، ولا يستبعد ان يتفقا.
والدول العربية او بعضها، خصوصاً ممن لا يبيعون الكلام ويدغدغون العواطف بعنتريات تضر اكثر مما تنفع، مطالبة بالتحرك. مثلاً، ما حصل من قرصنة قريبة من سواحل الصومال وهي دولة عضو في الجامعة العربية كان مسؤولية عربية جرى تركها وأهملت، وكان الأولى تشكيل اسطول عربي، بحيث تسهم فيه معظم الدول بقطعة بحرية حربية او اثنتين. لو حدث هذا لما اهترأت صورة العالم العربي امام العالم، بخاصة أن هناك جامعة تجمعه واتفاقات الخ.
أما الحكومة الأميركية الجديدة فهي مطـالبة بإيضاح موقفها من دون إبطاء من تلك المذكرة العجيبة التي تتيح لإسرائيل استخدام الأساطيل الأميركية في كل مكان. يكفي أن هناك مندوباً إسرائيلياً على كل قطعة بحرية ليحلل او يحرم! أضعف الإيمان ان تتجه الجامعة العربية إلى هيئة الأمم المتحدة لنقض هذا الاتفاق، لأن هذه السياسات غير المتزنة من حكومة بوش – وآخرها مسمار المذكرة – هي التي ساعدت اسرائيل وإيران على زعزعة استقرار المنطقة والتلاعب بأمن الدول العربية.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على فرض الواقع والإلزام به

  1. سليمان الذويخ كتب:

    تبي الصراحة ما بهذلنا الا العرب
    ولا جتنا الخيانات الا منهم
    امس مليار دولار لإعمار غزة
    واليوم شف كيف يكتبون عنا ويشرشحون الحكام العرب ويقصدون الخليجيين
    مرضونا مرض بطبعهم اللئيم
    وش بقى ما سويناه لهم ؟!!!!
    ياليت بس نلتفت لهمومنا الداخليه
    وخلهم يتحملون تبعات مغامراتهم هالاراجوزات

  2. صلاح السعدي محمود كتب:

    حياك الله.أبو أحمد
    كما تفضلت سعادتكم..
    ادعاءات متباينة تنطلي على البعض. هذا الصراع على المنطقة تتم تغذيته كل لحظة بواسطة سياسات اسرائيل وإيران، والصورة العامة انهما على طرفي نقيض، ولا يستبعد ان يتفقا.
    والدول العربية او بعضها، خصوصاً ممن لا يبيعون الكلام ويدغدغون العواطف بعنتريات تضر اكثر مما تنفع، مطالبة بالتحرك.
    ومابعد كل هذه المجهودات المضنية التي تبذلها الدول العربية للنهوض بالمنطقة إلى برالأمان وهل بقليل ما قام به خادم الحرمين
    الشريفين.ملك الإنسانية..الملك/عبدالله بن عبدالعزيز،،حفظه الله .
    وأخيه.فخامة,الرئيس/محمدحسني مبارك .يحفظه الله.
    للم الشمل العربي ..نتمناالخير للأمة العربية والأستقرارفي أقرب فرصة ممكنة أن شاء الله تعالى))
    الله يعطيك ألف عافية.أستاذي الغالى.إلى الأمام :

  3. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب وانت فكرك انه اسرائيل والا امريكا فيهم من الاحترام انهم يستأذنوا الاخوة المصريين في هكذا اتفاق والله ماهم سائلين فيهم بس الله يستر من الاخرة .

التعليقات مغلقة.