إدارة للتبرعات والمساعدات

منذ زمن طويل وهناك أصوات تطالب بمنهجة المساعدات التي تقدمها الحكومة السعودية للخارج، بحيث تحقق أهدافها بصورة أفضل… لتصل إلى مستحقيها، من دون وسيط، فيشعرون بأثرها في تحسّن معيشتهم والوفاء بحاجاتهم، فلا يذهب بعضها لجيوب النافذين من المسؤولين في الدول أو المجتمعات التي تستقبل التبرعات، إضافة إلى علم المتبرع لهم بالجهة التي بادرت للتبرع واهتمت بأمرهم على رغم بعدها عنهم وعدم مسؤوليتها المباشرة تجاههم.
تاريخياً شكّلت كارثة غزو صدام حسين للكويت حالة مفصلية… وقتها استيقظ السعوديون والخليجيون من غيبوبة لذيذة على أنظمة ومجتمعات عربية وقفت مع المعتدي. احتلال دولة عربية وتهجير سكانها وتهديد استقرار وأمن دول أخرى في مقدمها السعودية، كانت هي المحفظة المالية التي تقدّم المساعدات لهم وسوق العمل لأقاربهم… كل هذا لم يوضع له اعتبار من جماهير وأنظمة. وقتها جرى نقاش حول جدوى المساعدات والتبرعات مع حاجات محلية ملحّة لتنمية مناطق فقيرة في الداخل، هي الأولى على كل حال.
هذه المقدمة ضرورية. قبلها كانت الأصوات تطالب بربط التبرعات والمساعدات بالاقتصاد المحلي، لتشجيع الصناعة المحلية وغيرها من القطاعات الاقتصادية.
التبرع الكبير الذي قدمته السعودية لإعمار غزة «بليون دولار» أعاد الحديث عن هذه القضية المهمة، خصوصاً مع ما جرى من تنافس على إدارته لدى سياسيين فلسطينيين متناحرين حالياً، واحتمالات كبيرة في ألا يحقق الأهداف الحقيقية من مبادرة التبرع، فلا يصل لمن هدمت منازلهم وشرّدوا، وقضايا الفساد في السلطة الفلسطينية معروفة، هذا أيضاً لا يعني أن غيرها منزّه عن مثل هذا.
الخلاصة… إنني أضم صوتي للأصوات التي تطالب بإدارة سعودية متخصصة ومنظمة في هيئة للتبرعات والمساعدات التي تقدّم للخارج، سواء كانت بسبب الحروب أم الكوارث الطبيعية، مثل ما كتب الأستاذ تركي السديري في صحيفة «الرياض»، أو صوت لرجال الأعمال مثل ما طرح الدكتور عبدالرحمن الزامل في مجلس الشورى، بحيث يتم التأكد من وصول الأموال لمستحقيها بالشكل المناسب الذي لا يقبل اللبس. أيضاً يُشعر المتلقين بما يحقق التقدير المستحق لدور السعودية. الثاني أن تنعكس هذه الأموال على الاقتصاد السعودي المحلي، سواء في التوظيف للسعوديين العاطلين وهم كثر، أو استثمار طاقات القطاعات الاقتصادية المحلية، صناعية كانت أو خدمية.
***
أعلنت وزارة الصحة السعودية عن سحب شامبو للأطفال باسم «رولانا»، لثبوت تلوثه بجرثومة تؤدي إلى جملة من الأمراض، منها التسمم الدموي والتهاب السحايا. لتعميم الفائدة أعدت ذكر الخبر هنا، مع رسالة للمنتجين والمستوردين… الأمور بدأت في التغير.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على إدارة للتبرعات والمساعدات

  1. احمد الحسين كتب:

    شكرا شكرا عبدالعزيز على الموضوع المهم وخاصة فيما يتعلق فلسطين

  2. نداء زيني كتب:

    أستاذي الفاضل…
    ذكرتني بحلقات اوبرا وينفري عندما تجمع تبرعات من الناس وبعدها بفتره يرى الناس اين ذهبت اموالهم…في حلقه خاصه…
    اليس جميا لو رأينا غزه بعد الإعمار كما رأينها وقت الهدم وبعده…

  3. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الفاضل اسمح لي بتذكيركم بموضوع الزكاة وهو اولى من انشاء ادارة للتبرعات والمساعدات اقيام المبالغ الماليه للشركات والمؤسسات السعوديه لو استخرجت الزكاة الخاصة بها هناك امور
    جذرية سوف تتغير في مجتمعنا وانت استاذ الجميع تحياتي وتقديري

التعليقات مغلقة.