شبح بوش

ذهب وجه بوش الابن عن شاشة السياسة إلى غير رجعة وبقيت أصابعه، رائحة سياسته الكريهة ما زالت عالقة… هذا هو الواقع، فلا يمكن فهم الصورة – السلمية العاقلة الجديدة – للسياسة الأميركية في عهد أوباما في مقابل استمرار القصف والغارات التي تطاول مدنيين ضعفاء في أفغانستان وباكستان. إن أصوات وصور الضحايا من أطفال ونساء وشيوخ تحرك القلوب الجامدة، إنها في حدها الأدنى تبعث على الخزي والعار لدول وشعوب تدعي احتلالها أعلى المراتب في حقوق الإنسان. كيف يستمر حدوث هذا مع القالب الجديد الذي تروّج له سياسة أوباما؟ فهل الأخير لا يستطيع إيقاف الآلة العسكرية المتوحشة؟ إن ما يحدث في أفغانستان وأطراف باكستان لا يختلف كثيراً عما فعلته وتفعله إسرائيل من جرائم، وهو لا يختلف عما فعلته الآلة العسكرية الغربية في العراق. تنصيب حكومات من قبل القوات الغازية لم يحقق الحد الأدنى من الاستقرار، أما القول إن «الإرهابيين» يستخدمون المدنيين دروعاً بشرية فهو لا يبعث سوى السخرية، ما الفرق بين إرهابي يفجر مجموعة من الناس البسطاء ودولة تفجر مثلهم، سوى قوة التفجير والطمس الإعلامي؟
الظلم لا يزرع سوى الظلم، وما يحدث حياً على الهواء في أفغانستان وأطراف باكستان ليس سوى صورة بشعة أخرى من ظلم السياسة الغربية، وأياً كانت ماهية «القوى الشريرة» الموجودة في أفغانستان – بحسب التشخيص الأميركي – فهي منكفئة على نفسها في بلادها، ليس في هذا دفاع عن طالبان إطلاقاً، بل هو انحياز للإنسان الذي يدعي السياسي الغربي حرصاً على حياته وحقوقه بقتله وتشريده.
إن لمنظمة المؤتمر الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي دوراً في هذا، فلماذا الصمت عما يجري؟ أليس لهؤلاء المسلمين الضعفاء حقوق. لو كانت كارثة طبيعية ألمت بهم لاستنفرت جهود المنظمات والرابطات لجمع التبرعات!
لا تكفي وعورة حظوظ إنسان أفغانستان حتى يبتلى البسطاء من سكانها بالغارات الهمجية التي لا تفرّق بين عائلة بسيطة ضعيفة ومسلحين، ثم ما هو الهدف من استمرار هذا وقد ظهر عدم جدواه عسكرياً وسياسياً؟ كرزاي نفسه يعلن ذلك في كل مرة، وباكستان على شفا حفرة… والهدف الغربي قد يكون محصوراً في استئصال النووي منها لا غير ثم تركها صومالاً أخرى. إن على المنظمات الإسلامية أن ترفع صوتها ضد ظلم غاشم يقع على ضعفاء المسلمين… هذا من أضعف الإيمان.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على شبح بوش

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اضافة فقط وليست اكثر في رأيك الكريم استاذي الا توفر هذه السياسة الهمجية والافعال العسكرية الوقحة ارضية خصبة لدعاة الانتقام والحقد وتولد الكراهية وتدفن التسامح والمحبة في سابع ارض .. اليس الجهود المكثفة التي تقودها المملكة في سبيل نشرهذه الثقافة بين الاديان على الاقل لابد ان تواكبها جهود دبلوماسية وعسكريه واجتماعية وانسانية ..اليست سياسة همجيه مثل سياسة مايحصل في اطراف باكستان واطراف افغانستان جدير بأن يضعنا في موقف لانحسد عليه ام هو واجب علينا ان ندفع ثمن سياسات الاخرين شكرا استاذي والله يصلح الحال .

  2. العبدلله كتب:

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    أوباما جاء بشعار “التغيير” ثم بعد فترة تم تعديل الشعار إلى “تغيير يمكن تحقيقه”
    أظنه بعد أن جلس على الكرسي أدرك أنه لا يملك من أمر التغيير شيئاً فأخذ شيئاً فشيئاً يساير إتجاه التيار

التعليقات مغلقة.