ليس هناك أبشع من استغلال العاطفة الدينية، والمال يتربع دائماً على رأس اهتمامات من يستغل الدين. ميزة المال أنه «يجيب كلش»، وإذا كانت شريحة الذين لا تنطلي عليهم أساليب استغلال العاطفة الدينية في ازدياد، فإن الغالبية من الناس باقية على بساطتها وطيبتها، تصدق ما تسمع أو تقرأ، خصوصاً عندما يأتي الأمر من باب الدين، ونصرة النبي عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام.
أساليب استغلال العـــاطفة الدينــــية تجاوزت طراوة اللسان وشكل الهندام، إذ مكّنت تقنيات الاتصال من التخفي، فلم يعد صاحب الاستغلال مضطراً للظهور، منها رســـالة جوال ترســـل من «الباحثين عن الثراء» الذين يطلق عليهم «مشغلون»، تصل الرسالة إلى هاتفك من دون استـــئذان، مطالبة بنصرة نبيك مع ربح ألف ريال، ونص الرسالة كالآتي: «كن سعـــيد الحظ واربح ألف ريال مباشــرة فقط، أرسل كلمة انصر نبيك على…».
ولا تشير الرسالة إلى الجهة المرسلة، وهو ما تستمر شركات الاتصال في حجبه عنا، كما أن الرسالة لا تتطرق إلى كيفية الفوز مع محاذير شرعية معروفة، كل هذا مغفل ومحجوب يضمه إطار من استغلال بشع للعاطفة الدينية، انه نموذج من البثور المتلبسة بالدين التي ابتلينا بها.
وعندما يقرأ المستقبل الرسالة، سيُخيّل إليه أن الربح مضمون، ولا يحتاج سوى رسالة بقيمة خمسة ريالات، في مقابل حصوله على ألف ريال، لكن بعض المهتمين قالوا لي ان عبارة: «كن سعيد الحظ» هي خط رجعة سيستخدمها المحامي، فيقال لك لم تكن سعيد الحظ، والغرض من التغلغل في أعماق النص هو محاولة تشريح وسائل النصب «المسموح بها».
أموال الرسائل تقســم على أطراف بمـــعادلة مــــعروفة، لذلك فإن كل طرف مسؤول عن تلك الرسالة، وأرى أن في ذلك النص التزاماً بدفـــع ألـــف ريال لكل من أرسل العبارة، والعدل أن يلزم كل طرف حصل على جزء من قيمة الرسالة، بدفع ما يخصه من نسبة الألف ريال لكل مرسل، أرى أن هذا من العدل، وفيه رادع نوعي أكثر من غيره من كتابة التعهدات أو الغرامات، التي تذهب لبيت مال جهات لم تقم بواجباتها، من دون استفادة أو تعويض من نصب عليه باســـم «انصر نبيك».
حتى الآن لا توجد رقابة حقيقية على نصوص الرسائل التي تصل من دون استئذان، لهذا وصلنا إلى استغلال «انصر نبيك»، وهو من مسؤوليات الجهة المراقبة (هيئة الاتصالات)، وليس من العدل أن ترسل لك جهة مجهولة لا تعرف عنها شيئاً، اقلها ان تجبر على وضع اسمها تحت كل رسالة، أما أن تمتلك شركات الاتصالات معلوماتنا الخاصة وتبيعها الى من شاءت، ثم تقول إنهم اخلوا بالتعهدات فهي الفوضى بعينها. الجميل في هذه القضية أنها حركت غيورين يعملون عليها، فالشكر والتقدير لهم.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
استاذي الحبيب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالامس او قبل امس وصلتني رسالة نصها اوفي مامعناه( من اسمك فقط ندلك على الاتجاه الصحيح ) وليس الاتجاه المعاكس .. مايمارس علينا وبمساعدة شركات الاتصالات لايعدو كونه استغلالا
وهنا ليست المشكلة .. المشكلة استاذي في حجم الاستخفاف الذي وصل بهولاء المشغلين هل من المعقول ان التصور الذي ترسخ لديهم ان المستقبل عقله وفهمه وصل الى هذا المستوى من الانحدار
احدهم يقول لي ان العديد من القنوات الاباحية في مجموعة الاقمار الاوربية اتاحت فرص بالكوم للعربان لدينا من خلال الاتصال عليهم وترك رقم المتصل وماشاء الله تبارك الله هم سيقومون بالتواصل مع المتصل وتسليته شرط ان يكون لديه اخر تقنيات الجوال .. الموضوع استاذي موضوع غزو ثقافي وفكري وتأصيل ثقافة الانحدار الاخلاقي التي يحب البعض ان يروننا فيها لكن من العيب ان تأتي من شركات تعمل على ارضنا ومن حر مالنا شكرا
استاذي ..
حياك الله. أبو أحمد
الموضوع .عن جد مهم للغاية وأضف علي هذا كله أيضآ جملة الرسايل المجهولة التي تدخلك
السحب كل يوم سبت والفوز بخمسة ألاف ريال.. وأزعاج علي مدار 24 ساعة متوالية الله يعين…
الله يعطيك ألف عافية.أستاذي الغالي.سلمت يمناك:
ابو احمد مساء الخير اولا .
من يلعب على العواطف كثر ومن يصدقهم اكثر مشلكه البعض من ابناء قومنا ان من يدغدغ مشاعرهم بااسم الدين مقدس كقداسه ملائكه او انبياء .هل النبي خاسر لننصره؟ في مفهومنا كمسلمين نعلم منزلة النبي عليه الصلاه والسلام عند رب العالمين فمن ماذا ولماذا نطلب بنصرته الطريق الوحيد لثراء الكسول المنافق هو تقمص دور الواعظ الناسك العابد تقمص فقط لادخل له بقناعته لذا وجدنا ضياع اموال اناس من عباد نساك زهاد في مفهموم افراد بسطاء وشياطين هم في تقمصهم لدور تمثيلي اجادوه اشغلوهم بدايه في زهدهم واشغلوهم نهايه في رد حقوقهم ولم ينجح احد ولن ينجح احد ابو احمد نصره النبي مثل كفاله الايتام مثل دعم الافغان سابقا ومثل ومثل بناء مساجد خارج او داخل الحدود مثل تقمص الشخصيات الدينيه وتبؤئها للاعلام لدعم بااسم الدين هنا او هناك لتاخذ حقها كاملا من الصدقات بااسم العاملين عليها فقط فلا يهمها بعد ذلك اين تذهب ومتى تصل .لك الف تحيه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,.
اسعد الله مسائك استاذي / أبو احمد
الحقيقة انني من المتابعين لمقالات ومن المعجبين لنقدك وطريقة طرحك ولكن هذا الموضوع استوقفني لدرجة انني قراءة الموضوع لأكثر من مرة والسبب الاستغلال بكل صورة
اتمنى لو طرحت الموضوع بشكل اكثر تفصيل ولعدة أيام متواصلة لنستطيع ان نحتوى الموضوع من جوانب كثيرة وكي نستفيد من خبرتك ونستنير بأفكارك
ولك كل التقدير وصادق المحبه واتمنى لك اخي دوام التوفيق والنجاح
والسلام عليكم