صرامة مؤسسة النقد… و «الهس بس»

قضية رجل الأعمال معن الصانع كشفت جزءاً من حقيقة صرامة مؤسسة النقد السعودية، هل هي صارمة فعلاً… وعلى من تقع تلك الصرامة؟ هل تطبق صرامتها على «ناد أو هي استراحة البنوك السعودية»، أم لا؟ التأكيد على أن صرامة مؤسسة النقد وسياستها المحافظة هي ما أبعد البلاد – كما تقول المؤسسة – عن الأزمة المالية العالمية. نسأل عنها أين هي عندما كانت البنوك تقبل «محافظ أسهم متحركة» كضمانات لتسهيلات وقروض ضخمة لبعض رجال أعمال كبار، وأين تلك الصرامة وكثير من هذه القروض ذهبت في أوعية استثمارية عالية المخاطر في الخارج القريب والبعيد عبر القارات؟
أين كانت تلك الصرامة عن صفقة «الهس بس»، وهو الاسم الشعبي لدى الأخوة المصريين للبنك العالمي متعدد الجنسيات «HSBC»، وهي الصفقة التي يقول الخبراء القريبون من الدهاليز المصرفية انها ضربت بشدة استثمارات رجل الأعمال معن الصانع، بل ان بعض القريبين من تلك الدهاليز يهمسون بأن ذكاء الإنكليز التجاري الشهير كان خارقاً كالعادة على رغم «الصرامة المحلية»، وكل طرف يبحث عن مصالحه وكل بنك مركزي يفترض أن يراقب حفاظاً على اقتصاد بلاده.
مثلاً – وعلى مستوى أصغر كثيراً… من درجة النانو – تشترط أنظمة مؤسسة النقد في قروض الأفراد ألا يتجاوز القسط الشهري ثلث الراتب، فهل طبق مثل هذا – نسبياً – على المستثمرين، وفحصت خطوطهم الائتمانية مقارنة بالتسهيلات والقروض الممنوحة لهم من بنوك محلية… وخارجية، وهل كانت القروض والتسهيلات تفوق حجم الضمانات والتدفقات النقدية في أنشطة المستثمر المختلفة؟ الجواب واضح، وهو ما يجب أن ننشغل بأسبابه أكثر من أمور فرعية؟
وعندما أطرح هذا لست في معرض حملة علاقات عامة مع أو ضد أحد، مع أنه أمر وطريق أكثر سهولة وأقل عناء، بل أحاول البحث عن الخلل، وقد يكون في هذا الخلل الكثير من الأمور التي لم تكشف بعد.
السؤال الذي طرحته سابقاً ولم أجد له إجابة وأعيد طرحه لعل أحداً «يفزع» ويخبرني يقول، من يراقب الجهات الحكومية للتأكد من حسن أعمالها، وبشكل أخص من يراقب أعمال مؤسسة النقد ويراجع حساباتها ويتأكد من تطبيقها للأنظمة؟
وبعيداً عن قضايا المستثمرين الأفراد من رجال الأعمال هناك بنوك ومؤسسات مالية تم شراؤها بأموال الحكومة من مؤسسة النقد وتقع تحت الإشراف المباشر لرقابة المؤسسة، لكننا نقرأ ونسمع في الوقت الحالي عن الصعوبات التي تواجه تلك المؤسسات المالية جراء خسائر فادحة تكبدتها بسبب شراء أصول عالية المخاطر لها علاقة بأزمة الرهن العقاري الأميركية، أفراد من مستثمرين كبار وبنوك ومؤسسات ويتحدثون عن صرامة؟ الواقع أنها ليست صرامة بقدر ما هي «صمم» تمت خصخصته لأوجاع صغار عملاء البنوك… لا غير.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على صرامة مؤسسة النقد… و «الهس بس»

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
    لب الموضوع وعنوانه واجمل واحلى وافضل واكمل مافيه هو هذه العبارة ( من يراقب الجهات الحكومية للتأكد من حسن اعمالها ) بالنسبة لي انا ساضع هذه العبارة عل باب البيت لعل وعسى ويمكن واحتمال اي شخص يكون (بيمروء) على قولة اخواننا السوريين يستطيع ان يعطينا اجابة حتى وان كان من اصحاب القوة العشرين . وياليت يكون عندي صحيفة السؤال هذا اضعه كااستفتاء او استبيان او استعلام المهم نحصل عليه اجابة جميعا تحياتي استاذي وشكرا ,,,,

  2. مواطن كتب:

    مؤسسة النقد لا أحد يراقب عملها فكل أعمالها كما تقول سريه ويدعمها في ذلك وزير المالية الذي يرفض حتي الان أخضاع المؤسسة لرقابه ديوان المراقبة العامة بحجة سرية الاستثمارات .. والتي خسرت فيها المؤسسه مئات المليارات وهذه المبالغ تستثمرها المؤسسة نيابة عن بعض الجهات الحكومية مثل التقاعد والتأمينات وصندوق الموارد وبنوك الاقراض الاخري بخلاف اموال وفائض الدولة .. وقضية سياسه محافظة أقول صفقني والله المؤسسة في عهد السياري ماتدري وينها سارحه الاموال تودع في سندات وبنوك امريكية وياخذون عليها فوائد فقط ، التقاعد حسب ماسمعت خاسر فقط 65 مليار ريال بسبب الازمة المالية هذه المبالغ اليست من حقوق الموظفين من يحاسب المؤسسة علي ضياعها لان حتي التقاعد ليس لها سلطة تحديد نوعيه الاستثمار المؤسسة تستلم المبلغ وتستثمرة بنفسها وعلي كيفها
    مؤسسة النقد كانت ولا زالت حبيبية البنوك ضد المواطن والوطن والسبب العمولات والواسطات في توظيف الابناء والاقارب والتسهيلات البنكية ولو تدققون تلقون جميع مسئولي المؤسسة لهم تسيهلات بالهبل بسسب مراكزهم الوظيفية

  3. ابو عروب كتب:

    مساء الخير ابو احمد

    اللى يراقب الجهات الحكوميه هو

    الله سبحانه وتعالى

التعليقات مغلقة.