العقرب

كان أحد الأصدقاء الساخرين يروي لنا بطولات وهمية لشخصية منتقاة من المجتمع. مجموعة من القصص الطريفة التي يدّعي بطلها أنها من تجاربه، جميعها تشير إلى ذكائه وفطنته ومقدار علمه بقيادة المركبات والتقنيات، وصولاً إلى التعامل مع الحيوانات. وعلى رغم تأهيله البسيط المتواضع، إلا أن قدراته الكلامية والوصفية مع دعابات ولطائف تجبر السامع على التصديق، خصوصاً إذا كان من أصحاب الحاجة أو «التعشيت»، والرجل كريم، سفرته ممدودة كل مساء قبل زمن الفضائيات، إذ يتحلق حولها أصدقاء وطفيليون، والباب مفتوح والحاصل وجبة عشاء مع ترفيه، من ضمن تلك المواقف التي كشفت عن مواهب الرجل، انه وهو مسافر على طائرة، فوجئ بالمضيفة تصرخ مستنجدة الركاب بمن يستطيع قيادة الطائرة والهبوط بها، لأن الطيار توفي فجأة، رفع صاحبنا يده، فسألته المضيفة بتعجب أتستطيع قيادة الطائرة؟ فأجاب بكل ثقة: نعم، لقد عملت لفترة في شركة ارامكو! والأخيرة كما تعلمون مثال للانضباط والكفاءة، فإذا قال لك احد انه سبق وعمل في ارامكو، فلا بد من ان تعلم انه اكتسب خبرة وقدرات، المهم أن صاحبنا استطاع الهبوط الاضطراري بالطائرة في مطار القاهرة، ونجا جميع الركاب ولله الحمد، ودلل على ذلك بخطأ اقترفه عند الهبوط، إذ احتك طرف جناح الطائرة الأيمن بخشم ابو الهول واقتلعه، ومن أراد الدليل يستطيع الذهاب إلى ابو الهول، ليتأكد من سلامة أنفه المكشوط.
اللافت أو الطريف في القصة، ما جاء في راوية الطيار الاضطراري عن سبب وفاة الطيار الأصلي، إذ قال ان عقرباً لدغته وهو في الجو، وكان أكثر ما يضحكنا من تفاصيل القصة، أن عقرباً وجدت في طائرة! كان هذا في زمن ما قبل الفضائيات، لكن الخبر الذي نشرته صحيفة «الرياض» قبل أيام عن تعرض راكب طائرة للدغة عقرب وهي في الجو، جعلني أعيد النظر في بطولات صاحبنا.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على العقرب

  1. سليمان الذويخ كتب:

    يا سلام عليك ابو احمد
    فعلا الخبر يستاهل اعادة النظر
    ولا عزاء للبطولات الكارتونية !

  2. صلاح السعدي محمود كتب:

    حياك الله. أبو أحمد
    كان في السابق نسمع عن وجود فأر في دواليب الطعام للطائر كنا نقول ممكن والأسباب كثر؟؟
    إنما عقرب هذا ألي غير ممكن إلا اذا الطائرة تهبط وتقلع من مكان جبلي في بلاد اللوواااق.
    أما من كسر أنف أبو الهول.فهو المفقود المجهول..هتلر في في أحدى حروبه العالمية التي كان يخوضها بغبائه.الثقيل..
    الله يعطيك ألف عافية.أستاذي الغالي :

  3. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
    مادام فيها طيارة اليوم استاذي فيه قصة مماثلة احدهم من الاصدقاء وكان يتحدث معنا بطريقة جدية وهذا
    حدث قبل حوالي الثلاثين عاما واتذكر في تلك الايام ان السيارة من نوع بيجو خاصة البوكس كانت مثل الطائرة
    الاير باص هذه الايام خاصة البوكس منها وصاحبنا هذا يمتلك واحدة منها ويقول انه كان مسافرا لدولة عربية وقد اصيب الطيار باغماءة شديدة واستنجدت المضيفات بمن له معرفة بقيادة الطائرة فرفع صاحبنا يده وافادهم
    بأنه يمتلك هذه المهارة ولما سألناه كيف يمتلك هذه المهارة اجابنا بأن اي شخص يمتلك سيارة بيجو بوكس من البديهي انه يعرف قيادة اي طائرة المهم الامور شعشعت مع صاحبنا هذا وسرح خياله حتى اوصلنا الى انه استطاع النزول بالطيارة الى مطار محطة الوصول وانه فوجئ باستقبال رئيس الوزراء له في ارض المطار وان مجموعه كبيرة من الجماهير احتشدت على جوانب الطريق وهي تصفق له وتهتف بحياته وببطولته التي لايشق لها غبار المشكلة انه احد الاخوة ممن كانوا يحضرون القصة سأل اخونا هذا الطيارة فيها فرامل ؟؟
    فاجابه البطل الهمام يارجل مافيه وقت كان للفرامل كنت عندما احتاج الى الفرامل ارفع البريك بهدوء.
    شكرا استاذي الحبيب .

التعليقات مغلقة.