على موقع اليوتيوب مشهد لشاب مصري اسمه جلال خميس، يقف أمام جمال مبارك ابن الرئيس المصري – أيام كان رئيساً – ليقول في خمس دقائق إحساس الشعب المصري.. معظمه على الأقل. كان ابن الرئيس واقفاً.. يحاضر في برنامج تحت اسم «شارك» مع مجموعة من الشباب، وحينما جاء وقت النقاش تسلم جلال الميكروفون بعد ان عرّف بنفسه، طرح مشكلة مستعصية على فهم المصريين «والشعوب العربية ايضاً»، بين ما يقوله الاعلام والمسؤولون، وبين ما هو واقع معاش، ذكر جلال عن أخبار ما يحققه الاقتصاد المصري من معدل نمو بنسب مرتفعة، وعن أرقام يعلنها مسؤولون هناك عن زيادة الصادرات ودخل قناة السويس وكل «الوجبات» التي يقدمها الإعلام الرسمي والمطبلون معه، ثم ذكر ما يشاهده في الشارع ويلمسه من حجم البطالة والفقر المتزايد ومعدل الهجرة وغيره، لم يترك جلال شيئاً من منغّصات العيش والاستقرار من الاقتصاد الى الامن والاعلام، تم ذلك بهدوء ورباطة جأش واحترام ايضاً، بدا ابن الرئيس ممتعضاً من الحديث لكنه استمر في الاستماع، وحينما انتهى الشاب علّق ابن الرئيس قائلاً.. انه متفائل.
وخلال السنوات التي سبقت قيام ثورة ميدان التحرير كان جمال مبارك – اعلامياً على الاقل – مهتماً بالتحدث الى الشباب وعمل برامج لهم، ومن خلال موقعه في الحزب الوطني الحاكم آنذاك تحدث اكثر من مرة عن لقاءات مع الشباب والاستماع إليهم حتى على مواقع الشبكات الاجتماعية مثل الفيسبوك وغيرها. والمعنى انه كان يعلم بالقضايا التي تشغل المصريين لكنه لم يستطع تقديم حلول لا هو ولا الحزب الوطني طبعاً، ما يعني ان كل تلك البرامج كانت شكليات وحملات اعلامية ربما انتخابية لا غير.. يعتقد المسؤول بعد انتهاء من «إنجازها» انه قام بالواجب بعد ما يعود متعباً لمنزله. ومشهد بطله شاب نطق بالصدق في بلد يحكمه قانون الطوارئ وأمام ابن الرئيس، محاولاً تلمّس الاسباب الحقيقية وراء التعثر وعدم تطابق الرسمي مع الشعبي، مشهد كان يستدعي إعلان حالة الطوارئ.. الاصلاحية طبعاً لا استخدام قانون الطوارئ. والبحث لمعرفة الحقائق والغوص في الأرقام الاقتصادية «المبهجة رسمياً»، ومعرفة مدى صحتها قبل استخدامها في الماكينة الاعلامية لكن هذا لم يتم، ما تم هو الجري إلى التفاؤل والمستقبل المشرق لمن؟ الله أعلم.
على اليوتيوب فاق عدد زوار حديث جلال خميس لابن الرئيس قرابة المليون ونصف زائر، أغلبهم صفق لجلال وتساءل بعضهم.. «جلال خميس.. فين»؟
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
أسعد الله صباحكم أبو أحمد والقراء
هذه الشجاعة فعلا أن تقول ما ينبغي أن يُقال في وقته أمام ابن الرئيس!
ذكرتني في نهاية مقالك بقصيدة أحمد مطر
كل الشكر للاخوة والاخوات القراء والمشهد يمكن الاطلاع عليه من خلال هذا الرابط
http://www.youtube.com/watch?v=ap2FKIqHwX4
جلال خميس تكلم .. وعبدالعزيز السويد كتب !!!
الإعلام الرسمي والمطبلون معه ..
فقط مقارنة .. من منهم كان اقرب ومن منهم كان صادقا ومن منهم
كان يفترض ان ينصت له .. متى نتعلم ؟؟؟
انتبهوا .. لاعلامنا الرسمي والمطبلون معه ..
اقلام وكتاب مجدوا ولمعوا فاسدين استغلوا مناصبهم
اقلام وكتاب اخفوا عن الرأي العام حقائق غيبت النزاهة والشفافية
اقلام وكتاب مازالت تشترى ذممهم
نسأل الله العظيم ان ير ينا فيهم عظيم قدرته .
سلت الايادي يابو احمد وبيض الله وجهك .
يجب على المسؤلين اخذ العبره والا…. ماكل مره تسلم الجره والمطالبين كثر وان تحولوا الى تيار فلن يصمد امامه احد
فالوعي ازداد والشعوب تنتظر التغيير والحلول ولن يطول الانتظار فالوقت ضيق ومن يريد السلامه فعليه التنازل عن الكثير
والوقت والاوضاع تغيرت اننا في 2011 ولسنا في الستينات .
شكرا استاذنا ابواحمد
السلام عليكم..
جلال خميس حي يرزق وستجد ردوده على تعليقات الزوار ..
وهو الآن مبتعث للدكتوراه في ألمانيا ..
دمتم بخير ..