حمّام الطائرة

لدى كبار موظفي الخطوط السعودية قدرة على التحمل تفوق غيرهم، ومن الدلائل على ذلك انه في الفترة القصيرة الماضية «تحمَّلوا» الكثير من النقد غير المعتاد، نقد يمكن وصفه بالاستثنائي، ولا يزالون «ما شاء الله تبارك الله» يواصلون الجهود المظفرة. والمشكلة أن يتوقع كبار موظفي الخطوط السعودية، ممن في أيديهم الحل والربط، أن الركاب على الدرجة نفسها من القدرة على التحمل، هناك فوارق شاسعة بين خلق الله تعالى.
والتأخير في الرحلات أصبح سمة للخطوط السعودية، لكن أضيفت إليه» الجرجرة والتسحيب»، فإذا كان من بين الركاب كبار سن ومرضى وأطفال يمكن توقع حجم المعاناة.
ظهيرة يوم الجمعة الماضي الساخنة، كان ركاب رحلة الرياض-أبها «1685» ينتظرون الصعود إلى الطائرة المعلن وقت إقلاعها 12:30، وكانت المفاجأة أنه تم إنزال حقائبهم، وبعد ساعة كاملة قيل لهم -بعد أسئلة واستفسارات-: «الطائرة معطلة، وسيتم جلب طائرة أخرى»، في الثالثة والنصف جاء الفرج، وطلب منهم الصعود إلى الطائرة الجديدة ولكن من خلال بوابة أخرى وعن طريق الساحات والحافلات الشهيرة.
بعد هذه الجرجرة مكثوا في الطائرة ساعة ونصف الساعة من دون تكييف أو تقديم شربة ماء، ولم تقلع. جاءت المفاجأة الأخرى، طلب منهم قائد الطائرة النزول من الطائرة، مبرراً ذلك بتعطل أحد حمّامات الطائرة، ولا يمكن أن يطير بحمام معطل»! طبعاً هذا عيب لدى قبائل «الخطوط الجوية العالمية»، نزل الركاب درجة درجة مرة أخرى، وتمت «الجرجرة والتسحيب» بالحافلات وعبر الساحات، ليعودوا إلى الصالة. في الرابعة والنصف، وبعد تذمر بعض الركاب ومطالبات، قدمت لهم خبزة تسمى سندويتش وكأس ماء، وفي الخامسة وأربعين دقيقة أقلعت بهم الطائرة، لا يعرف هل هي بحمّام معطّل أو صالح للاستخدام الآدمي، لكن من بين الركاب السيدة أم عادل، وهي تشكو من نقص في الأوكسجين «ارتجاع في الشريان الرئوي» وبسبب هذه الجرجرة والصعود والنزول والتأخير مع عدم وجود أي عناية وتكييف تعرضت لانتكاسة صحية، وحينما وصلت إلى أبها أسرع بها أبناؤها إلى طبيب القلب لتمكث ست ساعات ولا تزال في حال صحية صعبة. وما يزيد الطين بلة أن الأطباء هناك نصحوا بإعادتها إلى الرياض «وما في هالبلد غير هاالخطوط». وفي الوقت الذي اقترح أن تخصص « السعودية» شيئًا من «النثريات» لإصلاح الحمّامات والتكييف، أسأل كبار موظفي الخطوط السعودية: هل ترضون مثل هذا لأمهاتكم أو آبائكم، بل حتى لأصدقائكم؟ وأعتقد بأن كبار موظفي الخطوط ممن بيدهم الحل والربط في حاجة إلى دورات تدريبية توضح لهم – من دون لَبْس- الفرق بين الإنسان والعفش!
هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

6 تعليقات على حمّام الطائرة

  1. ابوطلال كتب:

    فيه موظف الخطوط يقول لي ان شركة عالميه جت تعمل دراسة لدراسة احتياجات التدريب والنتيجة غريبة ان الشركة قالت ان الموظفين مكتفين تدريبيا

  2. ابو عروب كتب:

    اغلى تذاكر واخيس خطوط

    الله يعدلها يابو احمد

  3. أبو بسام كتب:

    كنت من المحظوظين جداً بركوب الدرجة الأولى الى ( ايام ما كان الحساب على الشايب الله يرحمه ) ، كانت رحلات جدة و الدمام يعطونا كاسات قزاز و اذا رحنا ابها طلعوا لنا بلاستيك و النفس شينة .
    طبعاً هذه طرفة حقيقية ، اما تاخير رحلات ابها لفترات أطول من غيرها من المدن و التعامل السيء فهو امر معتاد ، و لا ننسى ظرافة الخطوط عندما تفاخرت بزيادة عدد رحلات ابها في الصيف ( و هذا صحيح ) بينما الواقع انها زادت الرحلات و استبدلت طائرات الجامبو بطائرات صغيرة فاصبح المعادلة : رحلات زيادة + مجموع مقاعد اقل = استغفال لأهل الجنوب. 

  4. tiger كتب:

    لو كان الركاب قطيع من الخراف ومر بمراحل التعذيب كما حدث في المقال ومن الخطوط السعودية لتمرد واصبح وحشا بريا يرفض هذة التصرفات والأستخفاف الأزلي في العقول ولكن يقال من يقبل ويستسلم يتعود على ذلك ونحن كذلك وشكرا لإختياركم السعودية

  5. صعفق كتب:

    المفروض الدولة ممثلة بالحكومه تتحرك وتقيل اداره الخطوط كامله وتعيين اداره جديده للخطوط لان الوضع اصبح لا يحتمل والفساد ظاهر والا ينتظرون لين تصير كارثه ويموت ناس زي جدة ويخسرون مليارات للتصحيح الوضع صار كارثي في الخطوط حجز مافيه رحلات توجل اعطال في الطائرات وجبات مشكوك فيها حرايق في مستودعات ومحسوبيه

  6. mohd كتب:

    والله تتكلم عن واقع مرير , وصدقت والله

    للإسف لا عذر أبداً , فالدولة أدامها الله تمتلك مايكفي لأستحداث عشرة خطوط ضخمه

    فعلاً يجب أين يتم أختبار مدى معرفتهم وتفرقتهم بين الأنسان والعفش

التعليقات مغلقة.