هل “قصيت” هوية وطنية؟ بمعنى هل استخرجت هذه البطاقة الجديدة؟ كان هذا هو السؤال؟
من المهم التذكير بأن الهوية الوطنية لا تقص ولا تلصق ولا يمكن نسخها ومن الصعوبة بمكان حذفها فهي مستقرة بعمق في الفؤاد تشربها الوجدان وصارت جزءاً لا يتجزأ منه، تجري فيه مجرى الدم، محفزها حب الخير لك وللآخرين ولهذه الأرض، حب يكمل بعضه بعضاً ولا يتضاد، ومصباحها المنير عدم الأنانية، وهي أبعد ما تكون من العصبية والتعصب والتفاخر “المساحيقي” والشعور بفوقية جوفاء، هذا الذي ولع به بعض منا وجعلوا من الوطنية صورة من صور الفخر الفارغ، تختفي مثل الدخان عند أول امتحان.
لا يكفي لتتعمق الوطنية في النفوس التلقين والحقن، ولا تدريسها بمواد في التربية والتعليم تعاد صياغتها وتقدم وتؤخر، يمكن تهذيبها وتوجيهها بالتربية والتعليم لكنها بحاجة للقدوة الصالحة أول ما تحتاج.
ولكن القص هنا الذي فتح الباب لي للكتابة “الله يفتح على من كان السبب” هو التعبير الشعبي عن كلمة استخراج، والقصد في القص يقع على بطاقة بلاستيكية مشفرة ومأمونة يصعب تزويرها.
وهذه الأخيرة أي التي يصعب تزويرها “لك عليها”، أول ما صدرت بطاقة الأحوال قيل إنه يصعب تزويرها ورأينا العجب العجاب من تزوير في بطاقات الأحوال في الحملات المباركة، حتى ان أحد رجال الأعمال اكتشف تجاوزه الحد الأدنى بمراحل لنسبة “السعودة” في مصنعه، ابتهج الرجل ودقق وتحرى ليجد عدداً لا بأس به من مزوري بطاقات الأحوال المدنية!
هل “قصيت” هوية وطنية؟
فعل القص هذا الذي يستخدمه البعض منا يشير إلى تقدمنا قبل اختراع الكومبيوتر الذي من حسناته سهولة القص واللصق لملفات ضخمة في ثوانٍ قليلة، وبعض الاخوة في الخليج، خصوصاً الكويت ما زالوا يستخدمون كلمة اختفت من قاموسنا تقريباً، فالقص أيضاً يعني الكذب، فيقال “قصيت” على فلان أي تلاعبت به أو كذبت عليه، والقص من هذا النوع كثير في بلادنا، تجده في المحلات من الصيدليات إلى قطع الغيار والصيانة، كثير منهم “يقصون” عليك حتى لم يعد هناك شيء في جيبك يمكن قصه، اختفت الكلمة وبقي الفعل بل انتشر.
والمقص الذي يتم القص به، له وجود آخر في ملاعب الكرة بحركة المقص الشهيرة أو تبديل الأرجل في الهواء “الدبل كيك”، اللاعب هنا “يقص” أي يخادع الدفاع وحارس المرمى فيكون هدف له طعم آخر.
السؤال هل “قصيت” هوية وطنية؟
جاء من السائل بعفوية وأثار “كي بورد” الكاتب، بقي أن أشير إلى ضرورة تطوير المثل الشعبي من “كل شارب له مقص” إلى “كل شارب له ماكينة”، وسلامة شواربكم.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط