المشعل انطلق من الرياض

كتبت في معرض إلحاحي على قضية سرقات السيارات، وطالبت رجال الأمن بالبحث عن المواقع التي تباع فيها المسروقات من مسجلات وإطارات سيارات… الخ، وقبل فترة نشرت “الحياة” عن كشف رجال الأمن في العاصمة محلاً لبيع قطع الغيار يشتري المسروقات، وتم الاعتراف، ولأن “رجل الديك تأتي بالديك والدجاج” تم التوصل إلى اللصوص، الخطأ الوحيد الذي وقعت فيه هو أنني لم أتصور بيع المسروقات إلى محل قطع غيار مرخص!! وهنا فتش عن يقظة البلدية الشهيرة، كنت أتوقع أن تباع المسروقات في الظلام، في أطراف المدينة في الاستراحات والمستودعات، دعنا نقول في “حراج ابن قاسم”، لكنها تباع إلى محل مرخص! هذا يشير إلى “كبر حجم الثقب في القربة”، المطلوب الذي نطمح إليه نحن سكان هذه المدينة المترامية الأطراف لن يقدمه لنا سوى إمارة منطقة الرياض، الإرادة الفاعلة والإدارة الحقيقية جعلت إمارة منطقة الرياض بقيادة أميرها المحبوب الأمير سلمان بن عبدالعزيز تطلق شرارة التنظيف بالحملات المستمرة، وكانت شرارة نور عرّت مواقع خفافيش الظلام، شرارة الضياء هذه انتشرت في كل أرجاء المملكة، بالأمس قرأت عن حملات في صبيا ونجران وغيرهما، نحتاج إلى حملات على محال قطع الغيار، هذه المحال تبيع قطع الغيار الجديدة، وأية قطعة مستخدمة أو منزوعة لا بد من أن تثير أسئلة بعدد السرقات.
لقد ثبت لنا في الحملات المستمرة أن البلديات أجهزة لا يمكن الاعتماد عليها، والدليل أن أكثر ما كشف من مخالفات يقع تحت مسؤوليتها، انظر فقط إلى كثرة مواقع حفظ اللحوم الفاسدة و”تلطم” حتى لا تصاب بالدوار، وإلى أن يتم إصلاح أحوالها بإذن وتوفيق رب العباد، الحاجة ملحّة لحملات على محال قطع الغيار فقد نكتشف أعاجيب، وقد نلمس انخفاضاً في عدد سرقات أجزاء السيارات ولا أقول السيارات، ومنذ بداية حملات الملاحقة وأنا أتابع بتمعن أنواع المخالفات والمصادرات، وكنت أستغرب عدم العثور على سيارات مسروقة، في الأيام الأخيرة أصبحنا نقرأ عن سيارات مسروقة أو مطلوبة تم العثور عليها، أعتقد أننا نتقدم خطوة خطوة، ومن نتائج الحملات معلومات كبيرة مهمة وقيمة لابد من تحليلها بدقة، كل هذه العمالة غير النظامية كيف وصلت إلى هذه المواقع واستمرت في هذه الأعمال، أين هم الكفلاء؟ وما الأخطاء التي وقعوا فيها؟ وماذا سنعمل تجاه الجهات المقصرة؟ ومتى يجري إصلاحها؟ الثغرات التي تسربت منها كل تلك المخالفات أصبحت معروفة… هل سيتم تلافيها؟ هذا هو منتهى الأمل، الإرادة الفاعلة تحقق المعجزات، تحية عبقة لأمير الرياض ولرجال الأمن على هذا الإصرار والاستمرار الذي تجاوز كل التوقعات فكشف كل هذه المصائب وبعد الكشف يأتي العلاج.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.