في جدة سيقام سد اسمه سد المسك، ليس له علاقة من قريب ولا من بعيد بالمسك ولا بالعنبر ولا حتى بـ “المعمول”، فهو سد لحماية المدينة من بحيرة الصرف الصحي، وبالبريد الإلكتروني يخبرني صديقي الجداوي فيقول إن مدينة جدة لها خاصية عجيبة فهي على شاطئ بحر وتحتها بحر، بمعنى البحر من أمامها ومن تحتها. البعض من أهالي جدة ابتكر أسلوباً لتصريف مياه الصرف الصحي، فهم يحفرون داخل منازلهم آباراً ارتوازية في وسط غرفة الصرف بحيث يتم التصريف إلى المياه الجوفية، وعلى رغم أن هذا ممنوع لخطورته الكبيرة، إلا أن العمل به قائم. صديقي الجداوي المحب لمدينته لاحظ قبل أشهر أحد المواطنين وهو يقوم بالحفر، وحاول نصحه، شكره صاحب البئر الارتوازية واستمر في الحفر، يئس الأهالي هناك من شبكة الصرف الصحي فقالوا: “نفسي… نفسي” و”مثلي مثل غيري”، ولأن صديقي الجداوي حريص فقد قام بالاتصال بالأمانة، قدموا له الشكر والوعد بإرسال فريق لإيقاف عملية الحفر، ومرت الأيام وأكمل الحفار عمله والفريق لم يصل على رغم تكرار الاتصال.
هناك 800 صهريج يصب يومياً في بحيرة الصرف، وفي داخلها 17 مليون متر مكعب من المياه الآسنة، وهي ارتفعت 125 متراً فوق مستوى سطح البحر، يصبح لدى جدة ثلاثة أبحر، إذا أضفنا بحيرة الصرف “المسكية”!
عندما تتأخر وتتعقد المشاريع الرسمية وحاجات السكان قائمة لها، يلجأ هؤلاء إلى حلول بديلة، يمكن لك القول إنها حلول “بليدة”، لكن شعارهم “مع الخيل يا شقرا”، والقضية قضية تصريف، مثلما “تصرفه” الأمانة والبلديات يقوم المواطن بتصريف أموره.
وصديقي الجداوي غاضب وكأنه يقول بصوت مرتفع: “إنهم يخرقون المدينة!”،
وأقول له خفف من غضبك ففي جدة أمور كثيرة طيبة، ودعني أنتقل بك والقراء بعيداً من تلك الرائحة حتى ولو زيفت وقيل إنها رائحة المسك، وبعد أن نتمكن من “فك اللطمة” أقول لك إنني قرأت خبراً في جريدة “الحياة” يقول إن غرفة تجارة جدة أعفت المشتركين المتأخرين عن السداد في الأعوام السابقة، قد لا تكون يا صديقي من المنتسبين، لكن هذا الإجراء سيقطع الطريق على شراء الأصوات، خطوة في درب التنظيف الطويل، وشراء الأصوات في انتخابات الغرف اسألنا عنه نحن أهل الرياض، سواء بتسديد الرسوم المتأخرة أو بهدايا أجهزة الفاكس التي لم يتم تصريفها في السوق، على الأقل غرفة جدة تحاول وتصدر قراراً طيباً في الوقت الذي تتهم فيه لجنة “وطنية” في مجلس الغرف في الرياض العاصمة الموظفين السعوديين في القطاع الخاص بأنهم كسالى وغير مبالين، ولا نعلم هل لديهم جنسية مزدوجة يهربون إليها حتى لا يشملهم هذا الاتهام! ما رأيكم هل نعيد “لف اللطمة”!؟.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط