الأخبار عن التعامل مع المسافرين السعوديين في سورية مقلقة، وهي في ازدياد، وأتذكر أنه قبل سنوات قليلة أصدرت وزارة الخارجية السعودية “حثاً” مماثلاً لما صدر عنها ونشرته “الحياة” قبل أيام، أختار منه العنوان “السعودية تحض سفاراتها على حماية مواطنيها… وتوفير الاستشارات القانونية المباشرة لهم”. وفي عمق الخبر أوضحت وزارة الخارجية السعودية أنه تم تعميد الممثليات السعودية في الخارج بتوزيع كتيب إرشادي بعنوان دليل الزائر، ودعت الوزارة في الخبر، المسافرين إلى الاتصال بالسفارات وتسجيل بياناتهم لديها. انتهى باختصار.
مثل هذا البيان يصدر كل سنة تقريباً، وأعتقد أنه يعاد نشره مع تغيير التاريخ، وفي خاطري سؤال يقول: متى يعتبر المسافر مسافراً؟ حتى يحصل على دليل… هل يكون ذلك وهو في مطار وطنه أو بعد دخوله في إشكالات وتعاملات المطارات الأخرى، وبحثه عن السكن وموقع السفارة؟ وكل من زار سورية يعرف التعامل الذي يلقاه الخليجيون عموماً والسعوديون بشكل خاص في منافذها.
الإدارة بالتعاميم والبيانات التي توزع على الصحف لا تقدم ولا تؤخر، كما أنها لا تنقل المسؤولية من موظفي الوزارة إلى موظفي السفارة، بل على وزارة خارجيتنا الموقرة أن تراقب وتلاحق، وعليها أن تقرأ ما نشرته “الحياة” بعد بيانها طيب الذكر، عن السرقات التي تحدث للمسافرين السعوديين إلى سورية، وضياع حقوقهم.
ما الذي يمنع وزارتنا الموقرة من إصدار تحذير للمسافرين السعوديين من السفر إلى سورية نتيجة للأوضاع الأمنية فيها؟ فأين الأولوية لدى وزارة خارجيتنا الموقرة، وحماية مواطنيها من السرقات والمضايقات والابتزاز أم المجاملة الديبلوماسية؟ المشكلة أنه لا الوزارة تحذر ولا الممثليات تقوم بعملها، والدليل ما نشرته “الحياة” من شكاوى المسافرين من عدم اهتمام السفارة هناك بأوضاعهم وما يحدث لهم، وأن اللصوص يتنكرون بزي رجال أمن سوريين ويسرقونهم،
وأطرح سؤالاً على المسافرين السعوديين إلى سورية خصوصاً أهل شمالنا العزيز، على رغم كل تجاربكم المرة أليست هناك وجهة أخرى لكم!؟ فهل أدمنتم هذا التعامل؟ نحن نقرأ عن سرقات ولا نقرأ عن رد المسروق إلى صاحبه.
تخطئ وزارة خارجيتنا الموقرة إذا ما اعتقدت أن صدور تحذير منها لمواطنيها من السفر لأي دولة يتعرضون فيها لسوء المعاملة أن علاقة السعودية ستتضرر من جراء التحذير.
ثم إن مصلحة المواطن بحكم الواجب المناط بالوزارة مقدمة على كل شيء، ولنا قياس هنا في مسألة العلاقات، فالتحذيرات التي تصدرها أميركا وبريطانيا واستراليا لمواطنيها بين فترة وأخرى من السفر إلى السعودية لم تؤثر في علاقتنا بها.
حذروا مواطنيكم وستضربون عصافير كثيرة بتحذير واحد، وراقبوا عمل موظفيكم في السفارات، واتركوا الإدارة بالأخبار الصحافية، والمجاملات الديبلوماسية.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط