قصة سيارة

استيقظ بطل قصتنا صباح يوم الاثنين 17 رجب ليجد سيارته المستعملة التي اشتراها بالتقسيط قد سرقت. من تسرق سيارته يصاب للوهلة الأولى بالذهول، ولا يصدق بعد ذلك بساعة وهو يوقف أول سيارة ليموزين!
ذهب الرجل إلى شرطة العليا للإبلاغ عن السرقة، لم تعد سرقة السيارات مشكلة مادية تقع على صاحبها فقط، أصبح الأمر أخطر مع استخدام السيارات المسروقة في الإرهاب. في عصر اليوم التالي اتصلت الشرطة بصاحب السيارة، وطلبت منه القدوم من شمال الرياض إلى جنوبها في حي الشفا. وجد الرجل سيارته وقد ثقبت إطاراتها الأربعة بسكين. كان الرجل اشترى إطارات جديدة قبل أسبوع من الحادثة. حارس إحدى البنايات هو الذي بلّغ عن السيارة، السبب أنه رأى شخصاً طويلاً داكن البشرة يوقف السيارة ثم يقوم بثقب إطاراتها بالسكين؟! يظهر أنه لا يريد سارقاً آخر أن يحصل عليها. ذهب صاحب السيارة إلى شرطة الشفا ليتسلم سيارته رسمياً وكانت المفاجأة، السيارة مبلّغ عنها الليلة الماضية في حادثة سرقة منزل! دخل السارق على امرأة وحيدة وهددها أو ضربها بـ “العفريتة”، وهي أداة رفع السيارة لإصلاح الإطارات، (“العفريتة” تستخدم لأغراض كثيرة وعلى مستويات مختلفة عالجتها في مقالات سابقة!)، وصول الجيران أنقذ المرأة من الاعتداء وهرب المجرم.
وبلاغ الرجل عن سرقة سيارته أنقذه من التهمة، تسلم السيارة وأصلح الإطارات وذهب من جنوب الرياض إلى شمالها لكف البحث عن السيارة المسروقة، قيل له: راجعنا غداً لأن الأوراق لم تصل! هنا عليه أن يوقف سيارته لأن البلاغ ما زال ساري المفعول، أوقفها أمام المنزل، في صباح اليوم التالي لم يجد سيارته؟ توقع أن الشرطة سحبتها بسبب البلاغ، ذهب إليهم فقيل له: إنهم لا يعلمون “اذهب إلى ضاحية لبن”، هناك في “لبن” غرب الرياض، واد كبير من السيارات الموقفة، بحث الرجل في وادي السيارات تحت الشمس المحرقة مشياً، لأن البيانات لا تحدّث بالشكل المطلوب في الحاسب، لم يجد شيئاً، قيل له: اذهب إلى حجز المرور على بعد كيلومترات من ضاحية لبن، ولم يجد شيئاً، قيل له: اذهب إلى الحجز في حي السلي شرق الرياض، ذهب وبحث ماشياً ولم يجد شيئاً، عاد إلى شرطة العليا وبلّغ عن السرقة للمرة الثانية في يومين متتاليين، في اليوم التالي اتصلت الشرطة بصاحب السيارة المنهك وأخبرته بالعثور على سيارته في حي النفل شمال الرياض، وجدها في حال سيئة بعد “تفحيط” وصدمات عدة، أما الإطارات الأربعة فكانت أيضاً مثقوبة.
ماذا نستفيد من هذه القصة؟ الفائدة الأولى أن الرجل حصل على سياحة في الرياض المشمسة، والثانية أن تبادل المعلومات في الشرطة في غاية الكفاءة، وللموضوع صلة.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.