يعلق أحد الإخوة القراء على تطورات مؤسسة البريد السعودي، مشيراً إلى أمر في غاية الأهمية ألا وهو الأمانة، ويقول وأنا معه إن الأمانة هي رأس المال وفي البريد هي كل رأس المال، وليس في هذا اتهام لأحد لكن من تجارب سابقة فإن ضياع الرسائل، فضلاً عن تأخرها لم يكن أمراً مستغرباً، وأرسل لي أحد الإخوة القراء مجموعة من الأسئلة طالباً أن أوجهها لرئيس مؤسسة البريد السعودي الدكتور محمد بنتن، ويظهر أن القارئ الكريم توقع أن علاقة ما نشأت من ذلك الاتصال الذي نشرت تفاصيله في هذه الزاوية، أو أنني أصبحت “أمون”، واتصلت برئيس البريد على هاتفه ولم يرد، ولا بد من أنه مشغول وعذره معه، وإبراءً للذمة أرسلت الأسئلة إلى أحد الإعلاميين القريبين منه، ويحلو لبعض المسؤولين عندما يكتب الكاتب مقالاً عن جهاز يتولون إدارته أن يستغربوا عدم اتصالك بهم لمعرفة الحقائق، فتقول لهم إن الاتصال بكم أمر عسير المنال، ولديكم من المشاغل ما يكفيكم إلا أنهم ينفون ذلك، معاتبين الكاتب بأكوام من اللوم على عدم التقصي والاتصال ميسر، وسبب إيراد هذا في مقال هو الرسائل التي تتوقع من الكاتب قدرات لا يملكها.
ولأن الشيء بالشيء يذكر، فقد ذكرتني رسالة القارئ عن الأمانة ببرنامج وثائقي شاهدته عن أقسام المفقودات في بعض المطارات العالمية ومحطات القطارات في أميركا واليابان وغيرهما من الدول التي تعطي للإنسان وأملاكه قيمة، بصراحة ذهلت مما شاهدت وعلمت لماذا نحن في الدرك الأسفل من التطور، تصور أنهم في قسم المفقودات في مطار طوكيو يحفظون لمدة معينة أشياء لا تخطر على بالك، ساندويتش مأكول نصفه!، وبقايا مشروب غازي! ويسأل معد البرنامج الوثائقي الذي عرض على قناة mbc هل يأتي أحد ويسأل عن مثل هذه الأشياء فيكون الجواب بنعم!، والأمثلة الصغيرة تشير إلى اهتمام بالأمور الكبيرة، مثلاً شاب فقد آلة كمان لها قيمة كبيرة، ووجدها في قسم المفقودات سليمة، والمعاطف والحقائب والمجوهرات الغالية والرخيصة، وغيرها الكثير، تصنف هذه المفقودات في قسم خاص وترقم، ويكفي لصاحبها أن يصفها بدقة ليتسلمها، وجربت مرة أن أسال عن قسم المفقودات في احد مطاراتنا من باب الفضول الصحافي، وتهت من السؤال فتركت البحث، وفقد أحدهم “مسبحة” لها قيمة معنوية كبيرة لديه في أحد فنادقنا فاتصل بهم هاتفياً أكثر من مرة راجياً أن يبحثوا عنها، فوعدوه بذلك واخلفوا الوعد، وضحكت عليه، خصوصاً في مسألة “القيمة المعنوية”، ويلاحظ القارئ الكريم أنني أصبحت أكتب عن أحد الفنادق وأحد المطارات واحدهم من القراء والسبب أنني أحاول تخفيف العناء على الزملاء في الحياة الذين أكثروا من حذف الأسماء واكتفوا بالأحد حتى ولو كان اليوم يوم خميس.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط