أطفال وخادمات

إذا كان لديك أطفال صغار يمكثون كل صباح مع الخادمة لأنك وزوجتك  تذهبان إلى العمل، فإن هذا المقال يهمك، بل انه من الواجب عليك أن تشاهد مقطع الفيديو المنتشر حالياً على شبكة الانترنت، يصور المقطع خادمة آسيوية تضرب طفلاً عمره سبعة أشهر على رأسه ضرباً مبرحاً تسمع صوته من دون مؤثرات صوتية، ويظهر أن بكاء الطفل أزعجها وهذا هو العلاج الوحيد الذي تجيده، القصة ومشهد الفيديو يتم إرسالهما من طريق البريد الالكتروني وهو موجود أيضاً في رسالة من أم الطفل على موقع للتربية والتعليم، وعلى هذا الرابط http://alsedeg.net/a.htm شكوى الطفل وأخيه الأكبر (سنتان) من الخادمة بلغة الطفولة جعل الأب يضع كاميرا مراقبة وسجلت الكاميرا مشهداً مروعاً ينم عن صفات غير إنسانية في تلك الخادمة، خصوصاً أن أهل الطفل قالوا انهم يتعاملون معها بإنسانية ومودة ولم يلاحظوا عليها قسوة في معاملة الأطفال أثناء وجودهم في المنزل وكانت المفاجأة، والقصة كما وصلتني في البريد وشاهدتها في موقع وزارة التربية والتعليم حديثة العهد بل إن عمرها أسبوع واحد فقط.
هذه الحادثة المؤلمة حدثت في المدينة المنورة، وهي قد تصيب الطفل وأخيه بعاهات نفسية وجسدية عميقة، ربما يحدث مثلها لكثير من الأطفال الذين أهاليهم ليسوا على درجة من الإحساس والانتباه، فهم في ركض يومي محموم، قصة مثل هذه ألا تجعلنا نعيد النظر في أمور كثيرة، مثلاً هل تستحق الوظيفة ترك الأطفال نهبة للخادمات والسائقين، ونحن نرى الإجرام يقفز على الأسوار ويكسر الأقفال، أم أن الواجب على من يوفر الوظيفة تجهيز البيئة المناسبة لها، بحيث يتم نشر رياض الأطفال بجوار مدارس البنات تحت إشراف وبرسوم، هل ستعتبر مثل هذه الحوادث خارج نطاق صلاحيات ومسؤوليات التربية والتعليم، كما قيل عن حوادث المعلمات على الطرق السريعة والطويلة، على رغم أن مسمى الوزارة تم تغييره من المعارف إلى التربية… والتعليم، وبالله عليكم كيف يمكن لمعلمة أن تعطي لأطفال الآخرين في الفصول الدراسية وأطفالها في أيدي غير أمينة، ألا يكفي قلقها عليهم ليجعل منها صورة في الفصل من دون مضمون يذكر، وتبقى القضية الأساس في أعمالنا هي الحضور والانصراف وفوق الخط الأحمر أو أسفل منه.
أعتقد أن كل جهاز حكومي في بلادنا في حاجة إلى إدارة يطلق عليها إدارة التفكير، مهمتها لا تتعلق بتصريف الأعمال اليومية، بل تكون المهمة الأساسية لها استنباط الأفكار الجديدة لحل القضايا والإشكالات التي تعوق العمل أو تؤثر في العاملين، أرجو ألا يقال لي أن هناك إدارات للتخطيط والتطوير، لأن مثل هذه الإدارات توضع غالباً بجوار الأرشيف، وتعلمون ماذا يعني الأرشيف.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.