خذها من تحت

منطقة الخليج العربي لم تعد تطفو على بحيرة من النفط فقط، بل وبحيرات من الأسهم والاكتتابات المقبلة، الأسباب معروفة، ولا داعي لتكرار عرضها، لذلك سيضاف في رسم الكاريكاتير للخليجي، محفظة أسهم جنباً إلى جنب مع برميل النفط والبعير البارك في ظل نخلة، ويُتوقع أن يتصاعد هوس الأسهم ليبلغ الذروة، بل ان بعض الدول المجاورة تعد حالياً للاستفادة من البطء السعودي، بحيث تطرح قائمة طويلة من الشركات للاكتتابات، وهو أمر يدعو للقلق، وينذر باحتمالات أسواق مناخ هنا أو هناك، القلق ناتج من حقيقة الشركات المطروحة ودواخلها، لأن الأرضية مناسبة جداً لتغليف شركات خاسرة ببعض حبيبات السكر وطرحها للمفجوعين، والوعد في الجمعيات المؤجلة.
تعلّم أهل الأسهم السعودية التنكيت على أنفسهم، وعند كل سقوط عامودي لمؤشر الأسهم تظهر نكات وطرائف، معظمها مصنوع وظريف، آخر ما وصلني من هذه النكت قائمة طويلة بالأحداث التي وقعت نتيجة لسقوط مؤشر سوق المال، إحصاء مفتعل عن عدد الوفيات والجلطات وحالات الطلاق… الخ، وفي آخر القائمة إعلان مئة شخص عن رؤيتهم لهلال شهر ذي الحجة في رمضان! كل هذا بسبب انهيار المؤشر.
 الطرفة الثانية عن هامور أو حوت أسهم، يخطب فتاة لابنه، والد الفتاة يصر على طلب مليون ريال مهراً لابنته، يرفض هامور الأسهم ذلك، ويقول لابنه: “قم وأنا أبوك، خلها تكبر ونأخذها من تحت”! و”الأخذ من تحت” صيغة داخل سوق الأسهم، إذ تنتظر اسماك القرش نتائج الضغط على الأسعار حتى يتم شراؤها بأرخص الأسعار.
من طرائف سوق الأسهم دخول هيئة سوق المال بحملة اعلانية “توعوية” كما يقال، وهكذا شاهدنا في التلفزيون السعودي والصحف إعلانات من الهيئة، تطالب المتداولين بعدم الإنصات للإشاعات، وتحذر من مروجيها، وتطالب كل مشتر بالبحث داخل القوائم المالية للشركات، وكل هذا كلام طيب، لكن من الذي وفر المناخ للإشاعات، أليس هو بطء الهيئة وعدم وضوحها؟ خذ زيادات رأس المال نموذجاً، خذ ما ينشر على موقع تداول من أخبار الشركات الغامضة، خذ تقسيط أخبار إيقاف من تقول الهيئة انهم مخالفون، خذ التحقيقات التي تعلن عن اجرائها، وتمر الشهور من دون إعلان نتائج! خذ و…خل.
وبحكم أننا نبحث عن الطرافة، فهناك الخبر الأطرف، سال لعاب المصارف مع بداية زيادة رواتب الموظفين، فقررت زيادة القروض الشخصية بالنسبة نفسها، مبارك عليكم التشجيع على الاتجاه الاستهلاكي، والمزيد من صكوك الإعسار.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.