نريد حلاً

وصلتني هذه الرسالة من أخ كريم، ولأنها معبرة أنشرها كما هي، وغداً – بعون الله – سنحاول البحث عن حلول.
(عندما دخلت المملكة للمرة الأولى قبل نحو عشر سنوات قادماً من إحدى الدول الشقيقة المجاورة للمملكة، كانت أول لوحة إعلانية استُقبلت بها حين دخولي المملكة “أهلاً بكم في بلد الأمن والأمان” وخلال إقامتي الطويلة هذه ظل هذا الشعار عالقاً في ذهني إلى تاريخه، ولم ألمس خلال هذه الفترة إلا كل أمن وأمان وكل المودة والاحترام من إخواني السعوديين والمقيمين، سواء في العمل أم في حياتي الاجتماعية، إذ صادقت الكثير من السعوديين الذين أكن لهم كل الحب والتقدير.
قبل ثلاثة أيام من تاريخ كتابتي لهذه الرسالة وقبل منتصف الليل بقليل وفي شارع العليا العام وقبل وزارة الداخلية ببضعة أمتار، تعرضت لأبشع عملية سرقة لم اسمع عنها حتى خلال إقامتي في أميركا لمدة طويلة، إذ قام اثنان يقودان سيارةً من نوع كابريس بصدم سيارتي التي كنت اشتريتها قبل أسبوع فقط (هوندا آكورد 2005)، قاموا بصدمي عمداً لكي أترجل من السيارة لأرى ما حدث، وكانت المفاجأة حين قام الشخص (السائق) بركوب سيارتي من الباب الموازي لباب السائق في سيارتي، وقام بقفل السيارة ومن ثم الانطلاق بها مسرعاً، وسبقه زميله في السيارة الأخرى، وحين حاولت منعه من الانطلاق بسيارتي حاول دهسي.
قمت بالابلاغ عن الحادث، وتم التعميم عليها إلى أن جاءنا الاتصال بوجود السيارة في منطقة العريجا، فذهبت برفقة أخي، إذ كانت تنتظرنا دورية مرور، وكانت المفاجأة والصدمة الكبرى، لن تصدق يا أستاذ عبدالعزيز هول المنظر والدمار الذي حل بالسيارة، لم يكتف السارقون بالتفحيط بها، وإنما قاموا بتكسير الزجاج الأمامي والخلفي، الجنوط الأربعة مبنشرة على الأرض، الفرش من الداخل محروق بالسجائر، “تابلوه” اللوحات الداخلية مدمر. لماذا فعلوا ذلك؟ لا أحد يدري. والخطير في الموضوع أن السيارة وجدت في منطقة سكنية مأهولة، وأكد أحد المارة أن السيارة لم تكن موجودة في الصباح حين ذهابه إلى العمل (علماً بأن السيارة وجدت بعد ظهر اليوم ذاته، ولا يوجد آثار تدل على أن السيارة تم قيادتها على هذه الحال إلى المكان الذي وجدت به، وهذا كله يدل على أنه تمت تكسير وتحطيم السيارة في المكان الذي وجدت فيه، وغير معقول أنه لم يسمع أحد من الجيران ماذا يدور في الخارج.
أعرف أنني أطلت عليك، ويمكن أن تقول إنها حادثة شخصية، ولكن في أقسام الشرطة أكدوا أنهم يسجلون عشرات الحوادث المشابهة، وكذلك كل من التقيته بعد الحادثة أكد ذلك، فهل يمكن أن نسمي هذه الحوادث ظاهرة خطيرة؟ فإذا كانت كذلك فيجب الإسراع بإيجاد الحل وإيقاف هؤلاء المخربين الذين لا يختلفون إطلاقاً عن الفئة الضالة التي تقوم حكومة خادم الحرمين الشريفين بمحاربتهم، فهم يقومون بإرهاب الناس وبتدمير الممتلكات الخاصة، والذي قام بهذا العمل لن يتوانى عن القيام بأبشع من ذلك، بالاعتداء على المجتمع والبلد.
أود أن أوجه رسالةً إلى ثلة المخربين تلك:
حسبي الله ونعم الوكيل على الأذى المادي والمعنوي الذي ألحقتموه بي، وحذار ثم حذار مما تقومون به، فأنتم تدمرون بلدكم العظيم قبل أي شيء، لديكم كل ما تتمناه أية أمة أخرى على وجه الأرض (ملك أصيل عتيد وولي عهد أمين، حفظهما الله ورعاهما من كل شر ومكروه، وحكومة رشيدة تعمل ليل نهار لتحقق لشعبها كل ما يتمناه من تطور وتقدم).
والله من غير قصد، إلا الغيرة والمحبة لبلد قدم لي ولغيري الكثير من الخير)
   
أنس سعيد منذر.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.