الرسالة المعبرة التي نشرتها أمس في هذه الزاوية، حول ما تعرض له الأخ أنس سعيد منذر الذي سرقت سيارته الجديدة وهشمت، وقبلها مقالات كثيرة عن قصص مشابهة، وأخبار تنشر في الصحف تشير إلى استمرار تضخم هذه الظاهرة، بل وتطورها، إذ أصبحت السيارات تسرق وفي داخلها أطفال وأمام البيوت أو تصدم وأصحابها بداخلها ثم تسرق كما حدث للأخ أنس، بمعنى أن تركها في وضع التشغيل ليس هو السبب الوحيد،
هذا يدفعني وإياكم للبحث عن حلول، ومما لا شك فيه أن رجال الأمن يحاولون قدر استطاعتهم الحد من هذه السرقات، ولكن مرور الزمن وتكاثر الحوادث يجعل كل إنسان يتعود ويتكيف، هنا لا بد من النظر في وسائل رجال الأمن للحد من سرقات السيارات، وطرح اقتراحات لعلها تفيد.
من التجارب التي قامت بها بعض الدول للحد من سرقات السيارات إقامة كمائن لهؤلاء المجرمين، وذلك بوضع سيارات من الأنواع نفسها التي يفضلها اللصوص، سواء لصوص التفحيط أو تفكيك السيارات وبيعها في السوق السوداء، توضع سيارة الكمين في موقع مناسب وتزود من داخلها بكاميرات صغيرة مخفية تسجل الصورة والصوت، ويمكن تحديد موقعها وقت الحاجة، هذا الأسلوب أسهم في الحد من هذه السرقات في تلك المجتمعات، ولست أرى صعوبة في عمل مثل هذه الفخاخ للمجرمين العابثين، بل انني أعتقد أن وكلاء السيارات لن يبخلوا بالتبرع لهذا الغرض، ومسؤولية الوكلاء مع الشركات الأم لصناعة السيارات كبيرة، وأعتقد أن لشكل ومضمون الإعلانات عن الموديلات الجديدة للسيارات في القنوات التلفزيونية أثراً على المراهقين، معظم هذه الإعلانات تحرض على السرعة والتحدي… والتفحيط!
إضافة للكمائن لا بد من أن يعلم أفراد المجتمع ماذا يحدث لمن يقبض عليه من لصوص السيارات، إعلان العقوبات والتشهير بالأسماء والصور وسيلة ناجعة للردع، فما الذي يمنع من ذلك؟ للأسف نحن نقرأ عن القبض على عصابات سرقة سيارات، ولا يعلم أحد ما هي العقوبة التي اتخذت بحقهم، نحن نعلم أن هناك عقوبة ولكن عدم الإعلان عنها يضعف أثرها في بقية أفراد يعتبرون أولئك قدوة لهم! وأقترح على رجال الشرطة أن يعلنوا قائمة بأسماء وصور أخطر أولئك اللصوص، وإلا فإن الوضع سيبقى على ما هو عليه، وعلى المتضرر اللجوء للتشليح أو التصليح… وعلى حسابه.
في قضية الأخ أنس أمر في غاية الأهمية، نحن نعلم أن المفحطين يفضلون إطارات جديدة وأنواعاً معينة، لكن التهشيم الذي حدث لسيارته الجديدة وتدميرها من الداخل يشير إلى أحقاد، لا أعتقد أنها شخصية، ولكن كون الأخ أنس غير سعودي فذلك يدفعني إلى الخوف من المستقبل!
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط