يرفع لصاحب المعالي

سؤال صريح وموجع يطرحه الأخ الكريم وليد عبدالعزيز شلبي من محافظة جدة، تعليقاً على مقال سابق عن البريد، قلت فيه إن الأمانة هي كل رأس المال في البريد، الأخ وليد يسأل قائلاً:
 إذا كانت الأمانة في البريد هي كل رأس المال، فماذا تكون في كتابة العدل يا ترى؟
 يكفي أن اسمها “كتابة… العدل”، الأخ وليد مع عدد كبير من مواطنين غيره اشتروا أراضي في مخطط اسمه مخطط المنتزه الغربي في جدة، في نهاية شهر رجب الماضي، احتفلوا بمرور 20 عاماً، سنة تنطح سنة، على شرائهم الأرض كما احتفلوا بإيقافهم عن ممارستهم حقوقهم على أراضيهم طوال هذه المدة، لماذا؟ لأن المخطط موقوف، الاحتفال يتم بتقديم الشكاوى والمراجعات ورفع البرقيات، كنت أعتقد أن الإيقاف لا يطاول إلا البشر، من اللاعبين والمخالفين، لكن لا بد من أن هناك سبباً للإيقاف، فما هو – يا ترى – سبب هذا التأخير؟
أعتقد أن المواطن في بلادنا لا يقرأ جيداً، وإلا فمخطط اسمه “المنتزه” الغربي لا بد من أن يبقى متنزهاً حتى ولو ظل تراباً مغبراً، تفحصوا أسماء ما تشترون قبل أن تتورطوا وتوقفوا.
 رفع البرقيات أحد الأساليب التي يلجأ إليها المواطن ليخبر المسؤول الكبير عن مطالبته، يعتقد بعض المواطنين أن التأخير يأتي من المسؤول الصغير، ولا بد من أن يتم إخطار المسؤول الكبير وهو عين الصواب وإبراء الذمة، وهكذا رفع وليد مع ألفين من المواطنين تورطوا في هذا المخطط، برقيات مع برقيات، كما أخبرني في رسالته، لعل الله يرفع عنهم ما أصابهم، ويعيد لهم حقوقهم، يطالبون بالعدل وتمكينهم مما اشتروه بمالهم، خصوصاً وأن الإيقاف رفع عن مخططات كانت موقوفة هي الأخرى، بل أنهم علموا من خلال متابعتهم أنه تم تشكيل لجنة شرعية لبحث القضية التاريخية، وتم رفع مرئياتها لوزير العدل، تصور 20 عاماً ترملت فيها نساء، وتيتم أطفال، وطاول الشيب شوارب الرجال، ظهرت فيها مخططات وأحياء، وتوارى خلالها أموات، فهل ترفع البرقيات المرفوعة الإيقاف عن المخطط ليتنزه من اشتراه وصبر 20 عاماً، فيستقر في منزل يؤويه مع أسرته، وكأنني بالمتورطين يتنزهون كل يوم في مخططهم الموقوف، لعل وعسى، في هذا الشهر الكريم ونحن في أوسطه وأوسطه مغفرة، نطالب لإخواننا الموقفة أحوالهم في هذا المخطط  بشيء من العدل من وزارة العدل.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.