بعدما فحصت بطن المريضة قالت: «يا بنيتي بطنك مهوب طبيعي لازم تراجعين مستشفى»، التشخيص لسيدة كفيفة يتجاوز عمرها الـ70 عاماً لا تعرف التاريخ الطبي للمريضة، لكنها معروفة بمداواة أمراض النساء شعبياً في محافظة قرب الرياض، والمريضة شابة في مقتبل العمر قبل أشهر من الفحص أجريت لها جراحة ولادة قيصرية في واحد من المستشفيات الخاصة المشهورة في العاصمة، بعد أشهر بدأت تعاني من آلام مبرحة، وفي كل زيارة يصف لها الأطباء مسكنات، ولا يرون شيئاً غير عادي، يروي زوج المريضة أنهم بعد تشخيص المعالجة الكفيفة، عادوا للأطباء مرة أخرى من دون فائدة.
فتح الله على أهل المريضة، فأخذوها إلى مستشفى في دولة مجاورة، قال الطبيب بعد الفحص إنها في حاجة إلى جراحة في أسرع وقت ممكن، طرح أسئلة باستغراب عمن أجرى جراحة الولادة القيصرية؟ وهل هو طبيب أم…؟ وكيف ترك ما ترك في حاله المتردية؟ أضاف الطبيب كيف تشغّل مستشفيات خاصة «كبرى» في السعودية مثل هؤلاء؟
طلب الطبيب الإسراع في الجراحة، حتى لا يحدث ما لا تحمد عقباه من مضاعفات خطرة على حياة المريضة.
سردت قصة لم تكتمل ما زالت المريضة شفاها الله في صدد إجراء الجراحة، والشاهد أو مربط الفرس هنا أن سيدة كفيفة تجاوز عمرها الـ70 وربما هي أمية لا تقرأ ولا تكتب اكتشفت خطأ طبياً أهمله استشاري حديث في مستشفى خاص.
والطرح هنا غرضه الإشارة إلى أهمية الطب «الشعبي»، ليس المهم إطلاق عليه اسم «تكميلي أو بديل»، بل رصد وتوثيق التجربة المتراكمة والبحث والتطوير فيها، وفرز الصالح من الطالح، هذا ما لم تعمل عليه وزارة الصحة ولا مركز للطب البديل أو التكميلي فيها، ظهر المركز كيافطة إعلامية لا غير، لذلك تكثر ممارسات طب عشوائية وفيها دخلاء وتجار صحة، وهي لا تختلف كثيراً عما يمارس في الطب الحديث، ألم يتحول إلى تجاري بحت؟ ألم يصبح طباً تحويلياً إهمالياً التفافياً؟ وكم من الأخطاء الطبية وسباكين ومزيفين عملوا لسنين فيه؟
لا أرى سبباً لإهمال الاهتمام العلمي بالطب الشعبي إلا تعارض المصالح، الصحة لا ترى في الصحة سوى الطب الحديث، ومن يعالج عن تجربة أو ممارسة متوارثة ليس سوى دخيل على «السوق»، هي لا تكلف نفسها بالبحث والتطوير والتوثيق، والحل هو فصل الاهتمام بهذا الطب الشعبي أو التكميلي عن وزارة الصحة.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
المشكلة ان الثقة مفقودة في المستشفيات فالمراجع يفضل الذهاب الى ( الرقية ) يرتجي منها الشفاء ( من الذي لا رجاء فيه ) هكذا اصبحت ثقافة المجتمع حول معالجة مرضاهم .. فاكثرهم يحنون للايام الخوالي التي كان الطب الشعبي هو المتوفر ويذكرونه بشغف امام الابناء الجيل الجديد الذي تاثر بدوره بهذا المفهوم ويؤيد من يمدحه وخاصة من يلاقي اخطاء .. ولا علاج يشفي الغليل .. ’فيقول في سره يا ليتني ويا ليت الزمان يمشي القهقرا ( الى الوراء ..!!!؟؟ )
سواء اهتمت الصحه بالطب البديل والذى ليس بديلا بالمرة او لم تهتم فلن يلجأ اليه احد الا اذا لم يجد فائدة من الطب الحديث اما لقلة المستشفيات الحكومية او للمواعيد البعيدة اما جزء من الحل فهو مراقبة المراكز الطبية التجارية بعدة امور منها عمل اختبارات دورية لأطبائها لنأكد من متابعتهم ما يستجد من الطب