ليس من العدل ولا في الإمكان استعراض تجربة خمسة عقود في مقالة قصيرة، إنما الغرض التعريف بكتاب وتجربة.
في أكثر من 500 صفحة يروي الدكتور إبراهيم عبدالله المنيف سيرته العملية بعنوان: «النفط… الطفرة… الثروة… خمسون عاماً في الإدارة التنفيذية».
الكتاب يشبه المؤلف، إذ جمع بين بساطة الأسلوب العفوي والثراء، هو ثري بالمعلومات والتجربة، والمنيف عاصر الطفرة الأولى فاعلاً تنفيذاً وصاحب رؤية في محطات عدة من معهد الإدارة إلى صندوق التنمية العقارية في طفرته الأولى، ثم عملية دمج 44 شركة كهرباء تعمل في المنطقة الوسطى في شركة واحدة، قبل انتقاله إلى القطاع الخاص.
يتذكر المؤلف كيف كان الحصول على وظيفة حكومية أمراً بالغ الصعوبة، إذ كان الإخوة العرب الأكثر سيطرة عليها، وكان الإعلان عن وظيفة شاغرة أمراً نادراً. وفي الكتاب لا يتردد المؤلف في الإشارة – غير مرة – إلى صراعات الإدارة التنفيذية مع أصحاب القرار من الوزراء «تبدو وزارة المالية في ذلك الزمن كما هي الآن، سبحان من يغير ولا يتغير!». ولتجربة المؤلف مع الدكتور غازي القصيبي – رحمه الله – حيز مهم حينما كان الأخير وزيراً للصناعة والكهرباء.
الكتاب مهم لكل مهتم بالإدارة المحلية، بالتنمية ومحطاتها، بأعوام تراجع الدخل ثم عودة الوفر المالي، وهو لا يكتفي بسرد التجربة، بل يشخّص الخلل في فهم حقيقة الإدارة وأساليب التطبيق.
وأعتقد أن هذا الكتاب لم يُحظَ بحقه من التعريف والانتشار، وهي فرصة لأهمس في أذن الناشر «مدارك» الزميل العزيز تركي الدخيل لتقوم الدار بتعريف أوسع بالكتاب، ليس تقديراً للكاتب فقط وهو يستحق أكثر من ذلك بل أيضاً لتعميم الفائدة.
إن من المتفق عليه أن الإدارة في بلادنا جزء من المشكلة، وربما الجزء الرئيس في كثير من القضايا، وإصلاحها هو الطريق السليم للنجاح وإنجاز «الإنجازات» الحقيقية، لا الهلامية «الفرقعانية»، الدكتور إبراهيم المنيف إضافة إلى اهتمامه بالإدارة، هو مهتم بإعداد القادة الإداريين، لكنه مثل من يبيع الماء في حارة السقايين، مشكلة هذه الحارة أنها تعيش وَهمَ السقيا، فمن منا لا يعتقد جازماً أنه لا يصلح قائداً ومديراً ويهتف متحسراً أين المكتب الوثير؟ أما إذا حاز شهادة دكتوراه من أي صنف فهو لا بد من أن يردد بينه وبين نفسه أضاعوني وأي «مدير» أضاعوا.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
ارجو تفضلا اباأحمد أن تسمح لي بمجموعة تغريدات عن الكاتب د.المنيف فهو درسني في قمة تألقه عام 1983 في ج م سعود و تحاورنا
و كنا كطلاب نحاوره كثيرا إن في رؤيته للإدارة أو عن إنجازاته الشخصية و أشهد ابتداءا أنه كان طويل النفس محاورا جيدا
تسنم هؤلاء القيادة بتأهيل عال في وقت كانت الأغلبية لم تحصل على مؤهل الثانوية بعد و بالتالي فنقل تجاربهم يحتاج لوقفات
تميز هؤلاء و خاصة د. المنيف بأنه كان “مديرا جيدا” و ليس “قائدا ناجحا” و بينهما فرق كبير فالأول ينفذ و الثاني يقود !
لم يستطع ذلك الجيل التخلي عن “فوقيته” التي يلمحها كل من تعامل معه و بالتالي فمن يطل من عل لا يقود بل يوجه وهما متغايران
تميز ذلك الجيل أنه في نقله لتجربته (حينها) يعتمد على التفخيم الشخصي و تضخيم المنتجز فيتبرمج المتلقي على أمور منها
أن هؤلاء المدراء هم سوبرمانات لا يمكن تكرارهم وهذا الشعور تلقائيا ينعكس احباطا على الجيل الجديد و لعلي كنت من ضحاياهم
الأهم أن أساليب القيادة بدأت تتجه نحو التبسيط و التحفيز و اكتشاف المهارات و البحث و التنقيب عن مشاريع القادة الجدد
في لغة ذلك الجيل كانت “أنا فعلت” حاضرة بقوة .. و لطالما تسائلنا حينها هل ينجح مدير لوحده أم بفريقه و مساعديه ؟؟!!
عند الحديث عن الانجازات فمن المهم مراعاة نسبية المرحلة أي أن بعض ذاك الجيل أنجز لأنه أعور في ديرة عميان !
كنا نتحدث عن بعض الأسماء في ذلك الجيل فتسائلنا و سنوجه هذا التساؤل لك ابا أحمد لماذا لم تتميز قطاعاتهم عن بقية البلد؟
ولو أخذنا مثال د.المنيف فلا أظن الصندوق العقاري أو شركة الكهرباء منجزات تتستحق أن نتوقف و نتملى و نتعلم منهما
فالصندوق كان ولا يزال رمزا للعشوائية أو كب الفلوس بلا تخطيط ولا تنظيم و لا مراعاة بنية تحتية و لا مستقبل مدن أو تطورها
أما الكهرباء فيكفي إخفاقا أنها في بلد نفطي و مع ذلك منذ أيام د.المنيف حتى اليوم تواجه مشاكل استرايجية ضخمة كغيرها
إذا قيمنا التجارب فذلك الجيل كان “يؤسس”و”يخطط” يضع لبنات المستقبل الذي هو حاضرنا السيء اليوم واعني خدميا و بنية تحتية
ختاما ابا أحمد فذاك الجيل لم ينجح بوضع اسس اسراتيجية طويلة الأمد للبلد وخطط مستقبلية و حى هيكلة إدارية اي إنجاز تم!!