عن «لمس» المشاريع والتفاؤل بها!

وصلنا إلى مرحلة اعترف فيها وزير المالية بأن المواطن لم يلمس نتائج الضخ المالي، لأن هناك مشاريع كلفتها بـ«التريليونات» من الريالات ما زلت تحت التنفيذ.
صحيح أن الاعتراف جاء تبريراً ورداً على سؤال «عدم اللمس»، لكنه في حد ذاته خطوة «ملموسة»، والسؤال الذي يجب أن يطرحه كل مسؤول: لماذا يلمس المواطن السلبيات ولا يلمس الإيجابيات؟ ليكن طرح السؤال بحثاً عن حلول، لا عن أعذار وتبريرات.
أنا على يقين بأن هناك مشاريع بتكاليف ضخمة تحت التنفيذ، لكنني أيضاً أعلم أن هناك مشاريع نفذت، حسناً.. لماذا لم نر انفراجات صغيرة هنا وهناك في هذا القطاع وذاك؟
محاولة للإجابة عن سؤال: لماذا يلمس المواطن سلبيات أكثر من إيجابيات، على رغم كثرة النشاط وتوقيع العقود وغبار المشاريع المتطاير؟ أعتقد أن من الأسباب تراجع الثقة بالجهاز الحكومي، وأسباب هذا التراجع كثيرة، أهمها أن المواطن لم ير هذا الجهاز واقفاً معه في أزمات مرت عليه، وتضرر كل بيت تقريباً منها. وقف الجهاز الحكومي على الحياد، أو طالب بالتكيف مع واقع ليس بالضرورة أنه لم يكن بالإمكان علاجه.
دعونا نتقدم خطوة إلى الأمام، نتجاوز اللوم، نطرح سؤالاً يقول: كيف لوزير المالية أو أي وزير أبدى ويبدي تفاؤله بمستقبل «واعد» أن ينجح في إيصال هذا الشعور الجميل والمحفز إلى أكبر شريحة من المواطنين؟ لاحظ أن المطلوب إيصال روح التفاؤل إلى قلوب وعقول المواطنين لا إلى جيوبهم على أهمية الأخيرة!
الجواب عن هذا السؤال هو من صميم واجبات المسؤولين ومستشاريهم من وزراء وغيرهم، سأترك وجهة نظري إلى فرصة أخرى، متجاوزاً أصواتاً مخالفة قد تردد: ومن قال إن إشاعة روح التفاؤل تشكل حيزاً محسوباً من اهتماماتهم؟

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

رد واحد على عن «لمس» المشاريع والتفاؤل بها!

  1. محمد السياري كتب:

    اخي العزيز
    لا اعتقد ان معاليه يدرك خطورة الوضع الذي قد يكون هو شخصيا سببا فيه … احيانا اشعر بان معاليه يرمي الى نسف ما بقي من عوامل استقرار لا زلنا ننعم بها … يظهر عداءه و كراهيته للمواطن البسيط و يتضح ذلك من خلال تصريحاته او ما يسرب من مكتبه من خطابات سرية … فآخرها عندما رفع للمقام الكريم عن ما توصلت اليه اللجنة المعنية بالنظر في مرتبات موظفي الدولة التي امر بتشكيلها المقام السامي نفسه حيث توصلت اللجنة و بضغط من معاليه الى الحاجة الى زيادة المرتبات 35% و للمتقاعدين 15% .
    كان معاليه عقبة كأداء امام توجهات الدولة لحل مشكلة الاسكان الى ان رأت القيادة ان الوضع قد يزلزل الكيان …. اضافة الى ان اغلب المشاريع الكبيرة و الحيوية تمت بمبادرة شخصية من القيادة و ليس برغبة معاليه … و حتى حزمة الاصلاحات التي امر بها الملك بعد عودته من العلاج حاول معاليه التدخل فيها و تعطيل البعض منها ….
    اخي / اصبحت اصدق ما يقال عن وزير المالية الذي كان يمثل المملكة في صندوق النقد من انه من حيث يعلم او لا يعلم ينغمس في مخطط يسعى الى خلخلة الكيان و ذلك من خلال اللجؤ الى برامج التقشف التي يفرضها البنك الدولي على الدول النامية …. طبعا هذه فرضية و ليست حقيقة
    و لكن المزعج ان سياسة وزير المالية في الحد من الصرف لتوفير احتياطي نقدي سياسة عقيمة فهذا الاحتياط المتراكم لا يوجد له اوعية إستثمار فقليل منه يصرف بالداخل و جله يذهب للخزينة الامريكية مقابل سندات تعطي ارباحا لا تسمن و لا تغني من جوع علاوة على المخاطر التي قد تنتج عن وضع البيض في سلة واحدة و هذا لا يستبعد في ظل التغيرات السياسية التي اصبحنا نلمس ملامحها و كلها ليس في صالح المملكة و قد تستخدم مدخراتنا للي ذراعنا عدا ما تتعرض له امريكا نفسها من زوابع اقتصادية و ارتفاع سقف مديونيتها قد تجبرها على اعلان افلاسها و من ثم فان رصيد مدخراتنا قد يصبح صفرا و قد حدث امر مشابه ايام حكم الرئيس ريجن ….. اليس من الافضل ان ينعم المواطن و لو بجزء يسير من هذه المدخرات التي قد تتحول الى ارقام وهمية في ظل افضل احوالها ان لم تتحول الى اصفار او يتم تجميدها نتيجة المتغيرات السياسية و لعبة مصالح الدول الكبرى ….. ؟
    قد تكون هذه الكلمات مدعاة للسخرية و لكن قد تبدي لنا الايام ما كنا نجهله و اعتقد ان ما حدث في الربع الاخير من هذا العام على المستوى السياسي و سير الامور عكس الاتجاه الذي كنا نراهن عليه خير دليل على اننا في ورطة سياسية قد تجر معها ورطات اقتصادية و اجتماعية وزير المالية شريك رئيس في نشؤها ….. ارجو ان اكون واهما او متشائما … تحياتي

التعليقات مغلقة.