القائد المغرور

يتحسر المعارض العراقي وهو يرى إلى أين وصلت الأحوال في بلاد الرافدين، يقول هل عارضنا صدام حسين عقوداً من السنين حتى يقع العراق تحت الهيمنة الإيرانية؟ يشاركه في الحسرة معارضون آخرون من أطياف سياسية ومذهبية مختلفة كلهم كانوا خصوماً ضعفاء للمهيب ركن، مطاردين في المنافي هم وعائلاتهم. لكن حتى صدام حسين نفسه لو كان حياً لهاله الأمر وأفزعته الصورة وعاد سريعاً إلى قبره، هكذا أتوقع.

 كل ما بناه لم يقع في يد معارضيه من عراقيين يختلفون معه في الفكر والرؤية، بل وقع في أيدي ألد الأعداء. فيما كان المهيب مستمتعاً باستبداده، شيدت إيران معارضة عراقية لنظامه قائمة على الطائفية، احتضنتهم ودربتهم فأصبحوا طوع بنانها لا يحركون ساكناً إلا بأمرها ولمصلحتها، ثم مكنتهم قوى التحالف الغازي للعراق من السلطة.

 فاز إياد علاوي في الانتخابات، لكن طهران وبقبول أميركي فرضت تنصيب نوري المالكي رئيساً في بغداد مع أن واشنطن بصفتها دولة محتلة للعراق آنذاك هي المسؤولة عن «تصدير الديموقراطية»، لكنها وافقت على تصدير الثورة الطائفية.

الحسرة التي تبدو على معارضي نظام صدام حسين لا تخلو من مقارنة بين أوضاع العراق آنذاك لمجمل مواطنيه وحاله الآن بعد سنوات غزو واحتلال أميركي ثم حكم طائفي بلغ منتهى الفساد، وحينما تسأل عراقيين أنهكتهم السياسة والمعارضة كيف سقط العراق في فخ الحروب والاستدراجات وصولاً إلى هيمنة العدو اللدود؟ سيأتيك الجواب: إنه غرور الحاكم. كان صدام حسين مغروراً لا يرى إلا ما يريد، دجن من حوله بعضهم خوفاً ورعباً والبعض الآخر طمعاً، اجتمع الغرور مع الاستبداد الدموي ليشيد سوراً فولاذياً عالياً بين القائد والمريدين من حوله، والغرور حينما يصيب الإنسان يتبعه العمى ومآله إلى السقوط..، هكذا ضاع العراق.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على القائد المغرور

  1. لن تتمنى اسرائيل وامريكا واعداء العرب احسن من صدام وناصر والقذافي الذين اوصلونا الى هذا الواقع المزري فلو أن كل واحد منهم اشاع الشورى والبناء لكنا في مقدمة الأمم ولكنهم كانو رؤوس مجانين في جسم نبيل عانى من مغامراتهم الى أن وصل الى مستوى الحبو والزحف الى الأمام وتراجع بسرعة الضوء الى الخلف

  2. ابو احمد
    مأسي المشرق العربي بسبب العمالة والخيانة وصدام السبب في ما حصل (العراقي يربي أمه) مثل عراقي

التعليقات مغلقة.