حتى في الجو هناك فشل في التصريف، دورة مياه في طائرة للخطوط السعودية تطفح والركاب يشتكون وإدارة الخطوط تعتذر، طفْح في الأرض وطفْح في الجو، هذا من ذاك، التصريف الوحيد الذي نجيده هو «تصريف» الإنسان المراجع وطالب الخدمة، نحن سادة هذا اللون من التصريف، تعاقب المديرون على الخطوط السعودية ولم يتغير شيء يذكر، تغيير هوية «بمبلغ وقدره»، وشراء طائرات، وكثير من الكلام عن الدقة والانضباط في المواعيد يصل إلى 99 في المئة، لكنك غالباً ما تقع في خانة الواحد الباقي من النسبة!
هل في داخل جسم الخطوط علة ما؟ موظف الخطوط الواقف أمام بوابة الدخول للطائرة لا زال على حاله لا يعلم شيئاً، ولا يخبرك عن شيء، وراءه شاشة لا يذكر فيها حتى رقم الرحلة على البوابة، وبعضهم لا زال يتعامل مع الراكب وكأنه يملك الطائرة، أحياناً يشبه معاون سائق حافلة «انيسة»!
إذا كان تغيير الرأس المتكرر لم يحقق نجاحاً يذكر فلا بد من أن هناك علة في الجسد، يظهر أن الخطوط بحاجة إلى مسح ضوئي لكامل جسد المؤسسة.
لكن الأمر لا يقتصر على الخطوط، المطارات والطيران المدني مع كل ما ينشر عن التطوير والتغيير والمشاريع باق على حاله، بالنسبة لي أنا المسافر لم يتغير شيء، شاشات إعلان الرحلات على حالها الأول، وصوت المناداة لا زال يخشخش يحتاج إلى مكبر تضعه على أذنك مع مترجم، التطور الوحيد -إن جاز التعبير- مزيد من الجوع للتجاري، الممرات الضيفة في المطارات المكتظة يتم «اختراع» مساحات جديدة فيها لعرض البضائع، متاجر هنا مطاعم هناك، سطوة التاجر هنا وهناك، وسيأتي يوم يقف فيه الراكب على رجل واحدة! هناك ولع بالتجارة ولو على حساب الخدمة الأساسية، المعذرة على رغم كل الانتظار والشركات الاستشارية والتصاميم مع الوعود لم يتغير شيء… الطيران إلى أسفل.
كلام في الصميم نشكرك على غيرتك وحرصك الدايم على نفع العباد والبلاد