من يربح النانو؟

السيدة نورة الغامدي ظهرت متحدثة في تقرير على قناة «إم بي سي»، عن حصولها على الماجستير في النانو لمحاربة السرطان، ولم تجد وظيفة في ثلاثة مراكز سعودية، ولأنها لا تقبل البطالة لجأت إلى تجهيز وبيع الشاورما على شاطئ الدمام.
الاحتمالات بعد بث التقرير واهتمام وسائل التواصل، أن يتم استقطاب نورة من جامعة خليجية إما من الإمارات وإما من قطر، الاحتمال الثاني أن تستمر في بيع الشاورما، غير المحتمل أن تستقطبها جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في ثول، فهي جامعة لا نعلم عنها الكثير، على رغم أن موقعها «حذفة عصا»، ولا ندري هل الفرص فيها متساوية لكل الموهوبين وممكنة لمن يبرز منهم، أم أن الفرص «مدكنة» لفئات معينة لها عروق في ماء الجامعة.
النانو من مشاريع الملك عبدالله – رحمه الله – وكان فرحاً به، وأذكر أنه حينما أطلق المشروع زرت جامعة الملك سعود بدعوة من إدارتها، ومن ضمن المواقع التي مررت بها مكتب بسيط قيل لي إنه قسم النانو، والبدايات من الطبيعي أن تكون بسيطة، لكن مع المشهد الإعلامي النانوي المتوهج كنت متوقعاً شيئاً آخر. بعد مدة من الزمن ظهر الملك عبدالله بن عبدالعزيز في بث مصور وهو يسأل بلهفة عن النانو من دون أن نسمع إجابة من الحاضرين، هذا الموقف يذكرني بدور الحاشية التي تحدث عنها قبل أيام الشيخ محمد بن راشد، فلو كان هناك اهتمام من حاشية الملك عبدالله لكان ذلك السؤال شغلهم الشاغل، فالحاشية مؤتمنة على مشاريع وأفكار قائد البلاد، ولربما رأينا من النانو شيئاً، وعلى قولة إخواننا المصريين «يا قمحة يا شعيرة». نفس مشهد السؤال عن مآل مشروع النانو للملك عبدالله رحمه الله، تكرر عند حضوره حفلة تدشين المدينة الاقتصادية برابغ، طرح سؤالاً وكرره عن المشاريع القائمة في المدينة بحسب ما أتذكر، لكن لم يحصل سوى على إجابة ملتوية.
السيدة نورة وغيرها ممن حصلوا على شهادات من الداخل أو الخارج يجب أن لا ينتظروا وظائف، حتى ولو كان تخصصهم الدقيق في «استحداث الرسوم الحديثة لتنويع مصادر الدخل»، فالواقع اختلف كثيراً، ومع أن هذا التحول تم ببطء، لكن الحكومة لم «تهتم» به بالصورة المثلى، بل تعاملت معه بالمسكّنات والترقيع بدعومات الصناديق للقطاع الخاص حتى «تجشأ». وأظن أن هناك فرصة لاستثمار واستغلال اسم «حافز» كماركة تجارية للمسكّنات الشعبية، وخصوصاً أن لديه «أصولاً» وعدداً كبيراً من المسجلين، ويمكن لوزارة الاقتصاد والتخطيط تعميد استشاري عالمي لدراسة الفكرة لتنويع مصادر الدخل المنوع!
 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.