“الاتحاد الأوروبي ومنظمة المؤتمر الإسلامي سيعملان لاستصدار قرار أممي يجرّم الإساءة إلى الأديان والأنبياء”، إذا كان هذا الخبر دقيقاً نكون بالفعل على الطريق الصحيح، وإذا كانت نوايا الاتحاد الأوروبي طيبة تجاه العالم الإسلامي فمن الواجب عليه أن يعمل بجد لإصدار مثل هذا القرار، خصوصاً أن الإمكان المؤثر لبعض دوله متوافر بقوة، وإذا كانت الحكومة الدنماركية الحالية تسعى إلى تحسين صورتها واسترداد بعض ما خسرته، نتيجة لسوء إدارتها لقضية الرسوم، إذا كانت لديها الرغبة فعليها أن تكون في طليعة الدول الأوروبية الساعية إلى إصدار هذا القرار، وهو القرار الذي يجب أن يكون هدفنا الأول.
عندها تكون منظمة المؤتمر الإسلامي حققت الكثير، وعندها تكون واحدة من توصيات مؤتمر مكة المكرمة أصبحت حقيقة واقعة، عند صدور هذا القرار بعون الله وتوفيقه سنحتفل سوياً، احتفالنا له أسباب، القرار واحد منها، لكنّ الأساس هو استيقاظ منظمة المؤتمر الإسلامي والعالم الإسلامي من غفوة طال أمدها.
لسنا بحاجة إلى مزيد من الأعداء، هذه حقيقة يجب أن نعيها جيداً، لدينا ما يكفي منهم، وهم في مرتبة عليا من القوة والدهاء، وإذا أساءت الحكومة الدنماركية الحالية إدارة الأزمة وأثبتت فشلها بكثرة اللف والمراوغة فإن هذه الحكومة لا تمثل أوروبا، كما أن اليمين المتطرف في الاتحاد الأوروبي، الذي ضخت فيه القضية مزيداً من الدماء لا يمثل هذه المجتمعات، لديهم متطرفون مثلما لدينا متطرفون، لكنهم لا يمثلون الغالبية لا هنا ولا هناك، ولا يمكن ترك قيادة مستقبل العلاقات بين العالم الإسلامي وأوروبا لهم.
في مقر منظمة المؤتمر الإسلامي في جدة قال ممثل الاتحاد الأوروبي “خافير سولانا” كلاماً طيباً ومشجعاً، وبقي أن تتحول الأقوال إلى أفعال، الحاجة إلى قرار أممي واضح لا لبس فيه، حاجة ماسة، حتى لا نترك الساحة للمتطرفين من الجانبين، وكلما أسرعنا في ذلك عجلنا بإنهاء هذه القضية وتركها وراء ظهورنا.
وفي الداخل أقترح على منظمة المؤتمر الإسلامي أن تدعو إلى اجتماع لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية، لمناقشة الأخطاء التي حدثت بسبب ردود الفعل غير المسؤولة والغوغائية على قضية الرسوم، منابر المساجد كنز لم تتم الاستفادة منه لتوعية الشارع الإسلامي وتوجيهه الوجه الصحيحة التي تنفع القضايا الكبرى بدلاً من الإضرار بها.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط