رفقاً بالهوامير

أتوقع والله أعلم أن نرى قريباً ازدياداً في المشكلات الاجتماعية والأمنية، والسبب نكسة سوق الأسهم، إذا تذكرنا من باع حلاله ومن اقترض من البنك للمضاربة في الأسهم ومن حصل على تسهيلات، يمكن توقع ذلك،
التهمة تلقى لدى كثير من المتضررين على الهوامير، ولا أحد يعرف من هم الهوامير؟ دائماً يصور لنا الهامور على أنه فرد، اقترحت في مقال سابق أن نعيد النظر في هذا الوصف، ولم يلتفت أحد إلى مقترحي، لم يكن الاقتراح الوحيد الذي لا يلتفت إليه! الهامور سمك وفير اللحم طيب المذاق، كبر حجمه النسبي  وأسبقية أهل الخليج في الوصف جعلاه مرادفاً أو صفة لمضاربي الأسهم الأثرياء، لا بد من أن هوجة الأسهم أطلقت عدداً من المليونيرات الجدد إلى السطح، في مصر أطلق على أثرياء الانفتاح القطط السمان، إذا كان الهوامير الأفراد هم سبب نكسة السوق، لدي اقتراح ملخصه أن نطلق القطط السمان على الهوامير ونرتاح.
صحيفة “الحياة” نشرت على صفحتها الأولى تصريحاً لمحام ذكر فيه توجهات لدى صغار المضاربين لرفع قضايا ضد الهوامير! لا أرى جدوى من مثل هذه القضايا، اللهم إلا إن كان من وصفوا بالهوامير قد دلّسوا وقدموا توصيات مغلوطة، أقترح على صغار المضاربين والمستثمرين التوجه إلى أسماك القرش الحقيقية، أسماك  ذات أنياب حادة لا توفر هللة، تأكل الأخضر واليابس، هذه الأسماك المفترسة هي من يجب رفع القضايا عليها، لولا تسهيلات أسماك القرش لما عاثت الهوامير في السوق ورفعتها ثم “محطت” به على الأرض، فتكسرت أضلاع وانزلقنا في قناة هابطة، توفر أسماك القرش المالية البيئة المناسبة لتوالد الهوامير وينتظر سمك القرش، وهو يترنم “طير يا طير والحبل بيدي” ليصطاد الاثنين الهوامير والروبيان والأحجام كافة في ما بينهما، جميعهم يسبحون ويتصارعون في بحر سمك القرش، وهو البحر الوحيد وصناديقه تترصد. أما الهوامير فهم معلقون بتسهيلات أسماك القرش، وفي يد الأخيرة أن تشويهم أو تقليهم وربما تسلقهم، والتوقيت أهم ما في القضية، ومثلما رأينا هواميراً في طفرة الأسهم الأولى انكمشوا وتحولوا إلى يرقات، فمن المتوقع أن نرى ضحايا جدداً، الفارق أن خبرة الهوامير وحجم السيولة المتوافرة لديهم تجعلهم لا يضعون البيض في السلة الداخلية، بيض هنا وبيض هناك، أما الربيان والسردين فلا خبرة لديه ولا سيولة إلا في الدم! وهو يأتي دائماً في جماعات تتبع سردينة أسمن قليلاً، صدّقت نفسها وتطمح إلى أن تصبح هاموراً، الازدحام والطموح يجعلاها لا ترى خيوط الشباك، انتظروا تزايداً في المشكلات الاجتماعية والأمنية… اللهم الطف بنا.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.