حمى عدم الإحساس الصحي

لماذا لم تحرك الشؤون الصحية في الرياض ساكناً في قضية وفاة الطفلة سمية على يد الطبيب الهمام؟ الجواب: لأن مديرها في إجازة؟
تركض والدة الطفلة سمية، التي ماتت بعد إبرتي تخدير من طبيب وصف احتضار الطفلة وارتعا شاتها بأنه “دلع بنات”، في عيادات في العليا (شمال الرياض)، لملاحقة أوراق طفلتها، داخل إدارات رسمية تمنع أصلاً مراجعة النساء! هنا استعانت بخال الطفلة وهو شاب لا يزال في مقتبل العمر، لكن “الشؤون الصحية” تقول له إن الأوراق لم تصلها من الشرطة، فيذهب إلى الشرطة التي تقول إن الأوراق أُرسلت! ويُقال للأم إن مدير الشؤون الصحية في إجازة، وتسأل عن نائبه، وتتصل وتحاول، فلا يرد أحد.
وبعد لجوء والدة الطفلة إلى رجل شهم ليذهب معهم للمراجعة، اكتشف أن رجال الشرطة على حق، فهم بالفعل أرسلوا إلى “الصحة”. هنا وبعد المراجعات والوساطات تعذر موظف وزارة الصحة بأنه “نسي”!؟
ليس غريباً أن ينسى موظف في وزارة نسيت قيمة الإنسان!
وأسأل والدة الطفلة سمية، هل اتصل بكم احد من وزارة صحة مملكة الإنسانية، بعد ما ماتت طفلتكم على يدي طبيب في عيادات بالعليا؟ فترد: وتضيف: بل إنهم لا يردون على الاتصالات، وينسون المعاملات.. والتساؤل أين قيمة الإنسان في مملكة الإنسانية؟
انشغل وزير الصحة لفترة في قضية ضد مدعي علاج يمتلك محطة فضائية، فصرح أكثر من مرة ضده، وتم التشهير به من خلال الأخبار الصحافية. حسناً هذا أمر طيب إلى حد ما. والسؤال: لماذا لا ينشغل الوزير بقضايا الأخطاء الطبية؟ ولماذا لا يرفع قضايا ضد الأطباء المستهترين والعيادات المهملة؟ فهل هو راضٍ عن شهاداتهم وأعمالهم؟ لماذا لا يعتبر الطفلة سمية مثل ابنته وهي اليتيمة؟
في تصريح له نشرته صحيفة “الرياض”، جاء ما يأتي: “وكشف معاليه عن ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض النفسية والجسدية بين أفراد المجتمع وفق الدراسات وزيادة أعداد المراجعين للمراكز الصحية ممن يعانون من هذه المشكلات”.
يا ترى لماذا ارتفعت الأمراض النفسية والجسدية؟ وما دور الوزارة الموقّرة في الارتفاع؟ من هنا أقترح على الوزير أن يبدأ بمن يعول في الوزارة، فيخضعهم للفحص، ويخبرنا بعد ذلك عن أسباب تفشي حمى “عدم الإحساس” في “الصحة”. وليته يفحصهم لدى طبيب “دلع البنات” الذي لا يزال على رأس العمل ينتظر أطفالكم. ولماذا لا ينتظر والصحة صامتة؟

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.