بعد اندلاع شرارة المتاجرة بالحرب على الإرهاب التي استُخدمت للحرب ضد الإسلام والمسلمين، كتبت مطالباً بالعمل المنظم لاستصدار قرار من هيئة الأمم المتحدة يجرم التحريض على كراهية الإسلام والمسلمين والإساءة إلى عقيدتهم، وجهت المطالبة وقتها لحكومات وهيئات ومنظمات إسلامية لها حضورها الدولي، وأثناء تلك الحرب تم إقفال مركز ثقافي للدراسات والبحوث في دولة الإمارات الشقيقة، وهو مركز الشيخ زايد للمتابعة والتنسيق بضغوط صهيونية حاقدة مدعومة من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، بدعاوى كاذبة، تدور حول معاداة السامية، على رغم انه مركز ثقافي متوازن بشهادة كثير من “الأجانب”، الذين استضافهم وألقوا محاضرات بين جنباته، عندما اضطرت سلطات الإمارات نتيجة للهجمة الشرسة لإقفال المركز هللت إسرائيل، ولم يخجل بعض الكتاب من التهليل معها أو تبرير ما حصل.
الآن تقوم صحف ومواقع غربية بالإساءة إلى الإسلام ورسوله الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم، من دون أن يستطيع العالم الإسلامي، بقضه وقضيضه، فعل شيء اللهم إلا الشجب والاستنكار ومظاهرات لا تدل إلا على الضعف، وإن هذا العالم لم يتمكن حتى من إدانتها قضائياً.
حرية التعبير التي يتشدق بها الآن المدافعون عن تلك الصحف والمواقع من سياسيين وغيرهم لم تسمح لمركز زايد بالاستمرار مع بون شاسع بين ما أنتجه المركز من إشعاع ثقافي فريد رصين، وما اقترفته أيدي أولئك المحرضين على كراهية الإسلام والمسلمين، هذا من الذاكرة القصيرة المدى، هو ما حدث في عام 2003، ولدي يقين بأن البعض نسيه وبعضاً آخر يتناساه.
ثم جاءت الرسوم الدنماركية، وكانت فرصة ذهبية لمن يريد أن يصنع التاريخ، إلا انه لم يكن أحد منهم موجوداً في تلك الفترة!
بما حفلت به الرسوم الدنماركية المسيئة من اهتمام إعلامي عالمى رسمي وشعبي، كان يمكن التأسيس على هذا والعمل على استصدار قرار أممي يجرم الحث على كراهية الإسلام والمسلمين أو معاداة الإسلام والمسلمين، وكتبت هذا في وقته وناشدت منظمة المؤتمر الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي العمل وتحقيق هذا الهدف، إلا أن ممثل الاتحاد الأوروبي وقتها حقق الانتصار واستطاع “فش” البالونة الكبيرة بهدوء بعد جولات من المفاوضات أو المجاملات لست ادري.
الآن هل يمكن أن نستفيد من الرسوم السويدية؟ هذا السؤال أوجهه لكل الحكومات الإسلامية الحريصة على الإسلام والمسلمين، ولمنظمة المؤتمر الإسلامي التي خفت صوتها، ولرابطة العالم الإسلامي التي تأخر رد فعلها، أم ننتظر رسوماً وإساءات من جميع الجنسيات الغربية!
ومن الضحك على الذقون والنفاق السياسي ان تدين الحكومة السويدية الرسوم الدنماركية ويقول بعض ساستها بحرية التعبير في شأن الرسوم السويدية، لكنها حقيقة أن من يهن يسهل الهوان عليه، ويسهل على الآخرين التلاعب به.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط