العروس الصغيرة

تحولت قرية ثول الساحلية السعودية الأحد الماضي إلى عروس صغيرة، بوضع حجر الأساس لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية. وهي جامعة مختلفة عن غيرها في أكثر من جانب. فهي للعلوم والتقنية، غرضها احتضان الباحثين والعلماء، على مساحة تقدر بـ 36 مليون متر مربع، في أربعة مراكز كبيرة للبحوث في مجالات العلم المتقدمة، مع مجمعات أكاديمية وإدارية، وشبكة لتقنية المعلومات والاتصالات، إضافة إلى حي سكني يحتضن 10 آلاف شخص. الجانب الثاني أنها
تقام خارج المدن المكتظة، ما سيسهم في تطوير مواقع جديدة، وتنمية ثول والقرى المحيطة بها. كل هذا سينعكس إيجاباً على السكان والاقتصاد. الثالث – وهو اللافت أكثر من غيره – أن شركة أرامكو السعودية، بما عرف عنها من انضباط وجودة في الأداء هي من يتولى تنفيذ حلم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، خارج نطاق دهاليز البيروقراطية الحكومية والنماذج المكررة.
هو حلم جميل لخادم الحرمين الشريفين، وحلم يتحقق لأبنائه المواطنين، أعلن عن ميلاده هذا الأسبوع في “ثول”.
وضع حجر الأساس لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، والبدء في تشييد حلم الملك عبدالله يعطي إشارة ملكية واضحة لكل القائمين على الجامعات السعودية ومراكز البحث فيها. هي نقطة جديدة للانطلاق وإعادة النظر في برامجها، وماذا استفاد الاقتصاد والمجتمع حقيقة من مراكز البحوث والمعامل فيها. وينتظر من شركة أرامكو التي تدير هذا المشروع المستقبلي وتشرف عليه أن تقدم النموذج لتعيد العالم والباحث إلى معمله ومركز بحثه، معززاً مكرماً هو وما ينتج، بعيداً عن الصورة التي ترسخت في تحويل البحوث العلمية والشهادات إلى وسيلة ارتقاء وظيفي لا غير، تمهيداً للإمساك بزمام مواقع أو مناصب.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.