“رئة الحاشي”

هل تصدق أن رئة “الحاشي” (الجمل الصغير)… علاج لمرض الربو؟ كنت قد سمعت بذلك من بعضهم. وفي مسائل العلاج والعقاقير لا بد من أن تستمع لمختص يُوثق به.
 الدكتور جابر القحطاني أستاذ العقاقير من المتخصصين الذين اخلصوا لعلمهم… فأصبح احد العلماء الثقات في مجاله، وهو لا يبخل به، لديه صفحة أسبوعية في صحيفة “الرياض” منذ سنوات، إضافة إلى حضور تلفزيوني. أتذكره منذ  ان بدأ الظهور مع الإعلامي المميز غنام المريخي.
مرضى كبار وصغار يعانون ضيق التنفس الشديد والخطر، مع كل هبة غبار ولفحة برد.. ولتعميم الفائدة انقل جانباً مما أورده الدكتور القحطاني في معرض تقرير مطول تحت عنوان “لحوم الإبل تشفي من الحمى وعرق النساء وآلام الأكتاف المزمنة وحرقة البول”. يعني صيدلية متحركة! أما عن رئة الحاشي  فيقول: “لقد وُجد أن رئة الحاشي علاج جيد للربو، حيث تؤخذ الرئة وتقطع إلى قطع صغيرة ثم توضع على هيئة مسبحة في خيط طويل وتعلق في مكان ظليل يمر عليه تيار من الهواء وتترك حتى تجف تماماً ثم تسحق وتحفظ في وعاء ويأخذ منها صاحب الربو ملء ملعقة صغيرة تخلط مع ملعقة عسل يَشرب بعده كوباً من حليب الإبل بمعدل ثلاث مرات في اليوم حتى الشفاء بإذن الله”. انتهى.
لدى قناعة أن بين أيدينا كنوزاً لم تكتشف كما يجب، منها الإبل، ولست أعلم إلى متى نهتم بأشكالها على حساب ما تجود به، ربما إلى أن يحضر الاستراليون على البعارين أو الألمان (احتفت الصحافة قبل فترة بتقرير من ألمانيا عن فوائد منتوجات الإبل)!
ولا شك أن الحصول على حليب الإبل لمن لا يمتلك بعضاً منها أمر صعب في بلادنا، خصوصاً ان المتاح منه للبيع على أطراف المدن مشكوك في صحته وسلامته، بل إن الحذر من تناوله بسبب الحمى المالطية هو الواجب… فاحذر – رعاك الله -. ولتمام الفائدة، لعل أستاذ العقاقير القدير يوضح في حالة علاج الربو هل يجب أن يكون الحليب طازجاً؟
كنت قد أشرت في مقال سابق لتجربة سيدة أعمال موريتانية في تصنيع حليب الإبل. ليت بعض ملاكها في السعودية يستنسخ التجربة الناجحة، فنحن ما زلنا على الأحوال التقليدية القديمة، ولم يهتم أحد، فيما تعددت التعليقات عندما كتبت عن “المزاين”!
واختم بسؤال للإخوة في وزارة الصحة، ومن بينهم الأستاذ الدكتور القحطاني، لأنه بحسب الذاكرة عضو أو رئيس لجنة في الوزارة، لو قدم احد المستثمرين طلباً للترخيص لمعمل يجهز علاج الربو من لحوم الإبل هل ستوافقون وتسهلون أمره أم سيوجّه لطريق دائري؟!